وجهة نظر
استشعار إسرائيلي بالردّ

حسان يونس
لطالما كان الصمت الإسرائيلي يمثّل إشارة إلى التحضير لشيء ما، ليكون العدوان التالي تفسيراً لذلك الصمت المريب، إلا أنّ الوضع في الآونة الأخيرة، يختلف مع كثرة التصريحات والاتهامات الإسرائيلية، مع التذكير بالخطر الإيراني في كل يوم من قبل نتنياهو ورعاته الإعلاميين.
عندما يخرج نتنياهو كل يوم بتصريحات عن مخططات إيرانية تهدد أمن كيانه، فإنه يدل على خوف من ردّ قادم، يُستشف من كلام نصر الله الذي توعد بإيقافهم #على_إجر_ونص للدلالة إلى التجهيز للردّ على مقتل عنصرين من الحزب في الغارة الإسرائيلية الأخيرة على محيط دمشق، وهو ما تؤكده الأخبار الواردة من لبنان عن إطلاق قنابل ضوئية في أجواء مزارع شبعا، ورصد كثيف لطائرات استطلاع في سماء بعض القرى الجنوبية اللبنانية، ليتحدد الخوف الإسرائيلي من القادم المجهول.
فعلى الرغم من أنّ الإسرائيليين نجحوا بتحقيق خرق استخباراتي في سوريا أو في الضاحية، تبقى النتيجة مرهونة في تحقيق الهدف من العملين، حيث التخبط بالتصريحات التهديدية، وإن كانت اعتيادية قبيل الانتخابات المصيرية بالنسبة لنتنياهو، فإنها تعكس حالة الترقب الإسرائيلي للعمل المنتظر من الحزب، والذي أفردت له الصحافة الإسرائيلية الورق الكثير، على مبدأ احترام العدو القوي، الذي نفذ من قبل بعد أن هدد.
الأيام القادمة تؤكد أن ما قبل العدوان الإسرائيلي الأخير ليس كبعده، لاتساع دائرة الخوف إلى حدود العراق، وهو ما لم يجرِ نتنياهو على تبنيه، من ناحية القصف المتكرر لمواقع تابعة للحشد الشعبي، ليصبح الردّ على العدوان الثلاثي المتقارب توقيتاً في القائم ودمشق وضاحية بيروت، في ناحية تصويب واحد، باتجاه الكيان الغارق في فوضى الانتخابات الداخلية.
ويبقى الانتظار أمام مرحلة جديدة من المواجهة، عنونها توتر إسرائيلي غير مسبوق، يشير إلى خوف من قادم ينبع من أريحية ميدانية في سوريا، وقوة إيرانية حاضرة في مفاوضات مجموعة السبع.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: