Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

محادثات سوتشي .. نقطة في أول سطور الحل

محادثات سوتشي .. نقطة في أول سطور الحل

 



عبد الغني الحمد

تدور عجلة محادثات الجولة المقبلة لسوتشي ضمن تفاهمات آستانا، على أساس اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص بإحياء اتفاق أضنة، الموقع بين سوريا وتركيا عام 1998 والذي شرّع لتركيا الدخول للأراضي السورية آنذاك ضمن عمق 5 كيلو مترات أثناء ملاحقتها لعناصر تهدد أمنها القومي وفق ما اعتبرته.

الاقتراح الروسي جاء بعد الرفض السوري الحاسم إزاء تفعيل خيار المنطقة الآمنة شمالي سوريا، لكن دمشق أبدت الموافقة على إحياء الاتفاق، شريطة أن تشمل الملاحقة كل العناصر التي تعتبرها إرهابية عربية كانت أم كردية بما فيها تلك المدعومة من تركيا، على أن يعود كامل الشرق والشمال السوري لسيادة الدولة.

الجانب التركي سيكون على موعد مع اختبار حسن النوايا، ذلك أن الرئيس رجب طيب أردوغان كان قد تعهد في وقت سابق من العام المنصرم، بالقَضاء على الجماعات التي تهدد الأمن في سوريا وتركيا شمالي البلاد، بما فيها جبهة "النصرة" المدرجة على القائمة السوداء في البلدين، وهنا سيكون على أردوغان أن يضع في حسبانه الالتزام الكامل بتعهداته السابقة قبل أن يطير إلى سوتشي للقاء الثلاثي الذي يجمعه بالرئيسين الروسي والإيراني .

أردوغان وبحسب وسائل إعلام تركية، سيسعى للتقرب من دمشق أكثر فأكثر، وهنا سيعمل على دفن أسباب الخلاف مع دمشق والتي تصاعدت منذ بدء أحداث 2011 في سوريا، وما يدلل على ذلك التصريحات التي أطلقها في وقت ليس ببعيد عن التعاون الاستخباراتي المتبادل مع الجانب السوري، وفي ذلك ما يهيئ لخطوات أخرى أبعد من مجرد تعاون.

وبالحديث عن النتائج المتوقعة للجولة المقبلة في سوتشي، يمكن استحضار العوامل التي يمكن أن توفر الأجواء الملائمة للاتفاق، ولا يخرج عن ذلك عملية تبادل محتجزين ومختطفين بين السلطات السورية والفصائل التي تخضع لتوجيهات أنقرة في محيط مدينة الباب بريف حلب الشمالي، حيث خرج حوالي العشرين من كل طرف إلى مناطق سيطرة الآخر.

المحادثات في سوتشي ستكون مفصلية وهامة في تاريخ الأزمة السورية، ذلك أن التعويل عليها كبير لإيجاد حل مناسب ترتضيه القوى الإقليمية، ولا يخضع لأمزجة اللاعبين الخارجيين كالولايات المتحدة، التي ستسعى جهدها لإجهاض أي حل لا يتوافق ومصالح حلفائها هناك، فالحل السوري الروسي المناسب، لن يكون مناسباً حتماً للإدارة الأمريكية.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: