70 معمراً في قرية "البلوطية" يعانون بسبب "البطاقة الذكية"

نورس علي
لم يتمكن "إسكندر أسد" - وهو أحد سبعين معمراً في قرية "البلوطية" التابعة لمدينة "بانياس" - من الحصول على جرة غاز ليطهو وجباته الغذائية اليومية، بل استعاد الطقوس التراثية لطهو الطعام بإشعال النار، وباتت النار مصدر الدفء لليالي الشتاء الريفية الباردة.
تبعد قرية "البلوطية" عن مركز مدينة "بانياس" - حيث يوجد مركز قطع "البطاقة الذكية"، التي باتت هاجس حوالي سبعين معمراً في القرية - حوالي ستة كيلومترات، وهي مسافة ليست قصيرة، بل فيها الكثير من المشقة بالنسبة لهم مع تقدم العمر وعجزهم عن حركة طويلة كهذه، كما قال الثمانيني "إسكندر أسد"، وأردفته بالرأي المعمرة "لطيفة علي"، وتابعت لجريدتنا: «عمري حوالي تسعين عاماً ولا أستطيع التنقل كما أيام الشباب خاصة مع ضعف بصري وألم مفاصلي واستخدامي للعكاز، فكيف يمكنني الوصول إلى مركز قطع البطاقة الذكية للحصول عليها، علماً أنها ضرورية للحصول على جرة الغاز، فلا يمكنني تحضير وجبات الطعام إلا بإشعال النار والعودة إلى تلك الأيام التي تحررنا منها بشق الأنفس».
المدرس "بسام إبراهيم" من أهالي القرية وعضو مجلس بلدي سابق قال: «لا يوجد في المنزل سوى والدي ووالدتي المتقدمين بالعمر وشبه المقعدين، وحاولنا كثيراً قطع بطاقة ذكية لهم لتعبئة المازوت سابقاً ومن ثم استبدال جرة الغاز الفارغة لهم ولكن دون فائدة، إذ لا يحق لأي أحد مهما كانت صلة القرابة به قطعها دون وجود صاحب العلاقة حتى ولو كان على فراش الموت، جميعنا كأبناء لوالدي متزوجون ونسكن خارج القرية ولكننا نتناوب كأخوة في رعايتهم بشكل يومي، ورغم ذلك لم نتمكن من قطع البطاقة الذكية لهم، مما دفعنا لشراء المازوت الحر وبسعر خرافي ومن ثم جرة الغاز، والحل برأيي أن ينظر القائمون على شركة "تكامل" بوضع قريتنا لأن فيها حوالي سبعين معمراً يتجاوز عمر الواحد منهم الثمانين عاماً، وبإمكان الشركة إرسال مندوبين للقرية لقطع البطاقات لهم في منازلهم طالما أن إمكانية نقلهم بالسيارات الخاصة وتحركهم صعبة جداً».
أما المختار ورئيس الجمعية الفلاحية في القرية "رفعت أسد" المسؤول عن رخصة الغاز في القرية فقال: «رخصة الغاز في القرية باسم الجمعية الفلاحية التابعة لاتحاد الفلاحين، وهم ملتزمون بدفع اشتراكات وضرائب شهرية وسنوية له، ورغم هذا هددت بعدم إعطائي مخصصات القرية من الغاز المنزلي إلا بعد دفع نصف ثمن الجهاز الالكتروني الخاص بالبطاقة الذكية التي لم يحصل عليها كافة أبناء القرية وخاصة منهم المعمرين غير القادرين على الحركة، علماً أن الجمعية فقيرة ولا تملك المبلغ البالغ 157 ألف ليرة، ناهيك عن أن المستفيدين منه حتى الآن قلائل.
لدينا في القرية أربعون حالة اجتماعية تصنف كحالة عجز تمنع صاحبها من التنقل، مما منعهم من الحصول على البطاقة الذكية لأنها تحتاج إلى صاحب العلاقة مباشرة لاستصدارها، وهنا نطالب الجهات المعنية بإرسال فريق متخصص لاستصدارها للمتقدمين بالعمر في منازلهم لأتمكن من إعطائهم مادة الغاز ولاحقاً مازوت التدفئة».
وفي لقاء مع المهندس "عبد السلام غانم" مدير التنمية الإدارية في "أمانة محافظة طرطوس" المسؤول عن البطاقة الذكية، أكد أنه يجب على مختار قرية "البلوطية" بالتعاون مع رئيس الواحدة الإدارية التي تتبع لها القرية توضيح وتوصيف وضع المعمرين في كتاب رسمي موجه لنا، ليصار إلى إرسال فريق من شركة "تكامل" لاستصدار البطاقات في منازلهم.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: