في شهر الرحمة يعتذرون عن جشعهم
حبيب شحادة
عزيزي المواطن "نتأسف لعدم التزام التجار"، عندما تسمع وترى هذه الجملة تتخيل وكأنّك أمام شركة اتصال تتأسف من المشترك لعدم وجود تغطية أو كون المنطقة خارج الخدمة.
يبدو أنّ الإدارة في سوريا تتجه نحو اتباع سياسة "لاحول لنا ولا قوة" فالتجار رفضوا الالتزام بعدم رفع الأسعار، وليس لدى الإدارة ومن يمثلها سوى الاعتذار والتأسف. حيثُ تأسفت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن عجزها في حماية المستهلك السوري بالقول: من لا يخفض السعر نقدم له أسفاً.
يمكن أنّ وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تعتقد أنّ الكلمة أقوى من تطبيق القانون، وربّما نسيت أنّها تمتلك أدوات تستطيع عبرها ضبط الأسعار ولجم تجار الحرب الذين يعتاشون على دم المواطن الفقير.
ربّما أًصبح التجار هم من يديرون التجارة الداخلية ويسرقون المستهلك بدل حمايته، في ظل فقدان أو عدم فاعلية الأدوات التنفيذية التي تمتلكها وزارة التجارة الداخلية التي يبدو أنّها وكلت التجار بأن يكونوا هم أدواتها التنفيذية المتحكمة بلقمة العباد.
ويتسأل الكثير من الناس هل يوجد وزارة على وجه الأرض تدعو التجار إلى عدم رفع الأسعار خلال شهر رمضان، كالمستجير من الرمضاء بالنار متوسلين "رجاءً لا ترفعوا الأسعار" ظانين كل الظن أنّ التجار سيصغون لذلك، وستكون توصيات الوزارة مُحببة على قلبهم تنسيهم جشعهم لاسيما في شهر الخير.
ثم أين مؤسسات التدخل الإيجابي التي تمتلكها الوزارة؟ أم أنّها أحد الأدوات التجميلية لها! ولربّما أصبح التجار هم من يديرونها!
في ظل كل هذه البرامج الترفيهية التي تملأ الشاشات السورية، والتي يُصرف عليها الملايين من الليرات السورية تعجز وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن ضبط الأسعار وإلزام التجار بتسعيرة معينة، في مشهد أقل ما يقال عنه إنّ شركات رجال الأعمال أصبحت أكثر قوة وقدرة من وزارة بكامل أدواتها المنتشرة على بقاع الجغرافيا السورية.
المصدر: خاص
شارك المقال: