"شكيمة قوية" فقط على أبناء الطبقة الشعبية .. من يدافع عن الناس بعد اليوم؟!
عبد الغني الحمد
"أيها القوم إنكم لسارقون" .. تفاجأ أبناء مدينة طرطوس صبيحة اليوم بهجوم لاذع عليهم عبر تقرير صحفي وضعت جريدة تشرين "مانشيت" من أجله، فهم "سارقون للكهرباء كلهم" دون استثناء، ومذنبون بكبيرهم وصغيرهم حتى يثبت العكس !!
السؤال الأبرز الذي يمكن أن يقفز إلى الأذهان من المسؤول عن هذا الغلط ؟ .. وفي طبيعة الحال كان تقاذف الخطأ السمة الأبرز للتنصل من خطأ جلل، يقع على عاتق الجميع ممن نأوا بأنفسهم عنه، طالما كانوا معنيين كلهم بإخراج هذه المادة إلى القرّاء .. والسؤال الأبرز الآن .. هل يمعن أصحاب القرار في الجريدة فعلاً في إنتاج صحفيي الجريدة .. وهل لو بحثنا أكثر بين سطورها سنجد عثرات وويلات أخرى، أم أن مسؤولو التحرير يتكئون على هروب غالبية الجمهور من الصحافة الورقية إلى الوسائل المسموعة والمرئية !
بعد سنوات طويلة من المعاناة تحت وطأة أزمة عصفت بظهور السوريين وجعلت عودهم طرياً أمام المتاعب المنهالة عليهم واحدة تلو الأخرى، يجدون أنفسهم اليوم في مرمى أقلام الصحفيين وطموحاتهم الوهمية في إصلاح المجتمع، فمن أراد الرشاد بالناس كفّ أذاه ولاذ برضاهم .. فمن يرضى اليوم أن يوسم وأهله بالسارق في وضح النهار ؟!
"لا فرق بين طرطوسي أو حمصي أو دمشقي" كلهم أصحاب "جدار واطئ" يقفز من يشاء فوقه ويرميه بسهامه ويضرم النار فيه، ولكن هذا الجدار سيصير شاهقاً حال كان من بناه أحد المسؤولين "المسموعة كلمتهم"، وسيكون مسيّجاً بإطار لا يمكن لأي كان اختراقه، وحين يُسأل أحد الصحفيين عن جرأته في عرض المشاكل، لا "تقوى شكيمته" سوى ضد أبناء الطبقة الشعبية، وإن كان محقاً افتراضاً، سلب من نفسه ومن وسيلته أدنى احترام بتعميم الدناءة على أبناء مدينة كاملة، وضاعت هيبته في المجتمع الذي وهبه إياها، ولا جرم أنه صار في مهبّ الشك، والخوف عليه الآن من "زوال محتوم" .. على الأقل من ذاكرة السوريين !!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: