«والت ديزني» من «الإفلاس» إلى «العالمية» !
إذا لم تزر مدينة ديزنى فقد سمعت عنها، وإن لم تعرفها فبالتأكيد شاهدت واحدا من أفلامها أو تعلقت بأحد أبطالها، والفضل في كل ذلك يعود إلى العقلية التي اخترعت كل ذلك وحصت صافي أرباحها 4.807 مليار دولار أمريكي.
والت ديزني اسمه والتر إلياس ديزني الذي يعد واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا خلال القرن العشرين لما قام به من تأثير في العالم بواسطة رسومه المتحركة الذي لم يثق فيها أحد فى البداية ولم يحظ بدعم من قبل أحد حتى سافر إلى كاليفورنيا وصمم على أن تكون شخصياته من الرسوم المتحركة بطلة للأفلام، وهو الأمر الذي لم يكن سهلاً على الإطلاق لغرابة الفكرة بالإضافة إلى إفلاسه فى سن صغير بفترة كادت تقضى عليه.
بدأ والت ديزني بعمل في صحيفة محلية بالولاية التي كان يعيش بها، ولكن لأنه كان يطمح أنه يصبح شخصًا ذو رونق ولديه أهداف لابد أن يصل إليها، وأن العمل في الصحيفة لم تجعله يصل إلى هذه الأهداف، استقال ديزني من هذه الوظيفة، وقام بإقامة شركة صغيرة للرسوم الكرتونية، ولكن كانت هذه الشركة تتعرض للإفلاس كل فترة، وفي ذلك الوقت باع ديزني أسهم من الشركة من أجل إنقاذها.
فأصبح المساهمين كثيرون، لذلك فكر ديزني بإقامة مشروع كبير للأفلام الكرتونية ولكن رفض مجلس إدارة الشركة ذلك، فقام بفض الشراكة.
لم ييأس ديزني، بل عندما كان يتعرض إلى الفشل، كان يقف مرة ثانية للوصول إلى النجاح الذي كان يرغب فيه دائمًا، كان لم يترك أحدًا أن يهدم أحلامه وطموحاته.
من أقواله المشهورة: «أنه نوع من المتعة عندما تجد نفسك تسابق المستحيل، والضحك هو أهم صادرات أمريكا».
أسس مع صديقه شركة باسم «لاف – أو - جرام» التي حققت نجاحًا كبيرًا فى المسرح، ورغم ذلك إلا أنهم فشلوا في تكرار نفس النجاح حينما حولوها لشركة إنتاج بسبب اعتمادهم على العديد من الرسامين البارعين ما اضطرهم لوضع ميزانية كبيرة ما جعل التكاليف تتجاوزت الإيرادات ليعلن إفلاسه.
المثير فى والت ديزني أنه لم يستسلم مطلقاً فكلما فشل وضع خطة جديدة للتعافى مثلما حدث فيما بعد حينما قام أحد موظفي شركته بسرقة حقوق شخصية من تأليفه فلم يكف عن العمل حتى ابتكر ميكي ماوس الذي أنقذه من الإفلاس للمرة الثانية بعدما قام فى المرة الأول بالنهوض من جديد عن طريق تحويل غرفة عمه إلى أستوديو وأسند مهمة الإدارة المالية إلى أخوه ثم أرسل فيلم أليس فى بلاد العجائب إلى موزعين رفضوه وسخروا منه حتى وجد موزعه سعدت به جداً وأرسلت له أموال كثيرة ثم طلبت منه إرسال العديد من الأفلام لتكون بذلك بذرة شركة ديزني.
لم يكف والت عن العمل ولم يكتفِ بما حققه فأنشأ مدينة ديزني التي تكلفت 17 مليون زادت استثمارات المدينة في غضون سنواتٍ قليلة أضعافًا مضاعفة وكانت محط زيارة للسياح من جميع أنحاء العالم، ليستغل نجاح أفلامه الكبير ويعلن عن إمكانية مقابلة أبطال أفلام الرسوم المتحركة وقضاء وقت معهم داخل تلك المدينة التي تتضمن عروض واقعية تحاكي ما يحدث فى الأفلام، وكعادته حول الحلم إلي حقيقة، واستطاع تأسيس إمبراطورية كبيرة للشخصيات الكرتونية التي تحبها الكبار قبل الصغار ليصبح من خلالها من أغنى الرجال في العالم.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: