Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

فعاليات الثّقافة خلال «كورونا».. «لزوم ما لا يلزم» !

فعاليات الثّقافة خلال «كورونا».. «لزوم ما لا يلزم» !

 

في بلد مزقته الحرب، ويعيش أكثر من 90% من سكانه تحت خط الفقر، لا تزال مؤسساته الثقافية تعيش مرحلة ما قبل "كورونا". 

ورغم ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس في الفترة الحالية، تشهد أغلب الفعاليات والنشاطات الثقافية السورية غياباً تاماً للإجراءات الاحترازية الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا. 

تنشط دور الثقافة هذه الأيام في استقبال زوارها ضمن فعاليات واحتفالات لا تغني ولا تسمن من جوع، لكنها ضرورية حسب القائمين عليها، وبالمقابل يمكن اعتبارها "لزوم ما لا يلزم".

ومنذُ ما يقارب الشهر تعج تلك المؤسسات الثقافية بفعاليات متنوعة، منها الفني، التراثي، الثقافي الفكري التشكيلي، إلخ. ونادراً ما تشاهد في تلك الجموع من يرتدي الكمامة إلا فيما ندر، ورغم تحذير الأطباء من ضرورة التباعد لتخفيف عدد الإصابات، بعد تصاعد المنحنى البياني للوباء، إلا أن ذلك لم ولن يحدث، فالأمور بخير وليس هناك ما يستدعي إيقاف الفعاليات الثقافية. 

وبينما كان من المنتظر، من وزارة الثقافة أن تأخذ مكانها وبجدارة، فتقوم بتوعية الجمهور، قامت بإعادة اجترار ما تقوم به سنوياً دون أية اعتبارات لفيروس "كورونا".

لكن هل تلك الفعاليات بزمن "كورونا" قادرة على إنهاء حالة الخمول التي يعيشها المشهد الثقافي السوري إن لم نقل الموت السريري؟ حيث أن النشاط الثقافي السوري لم يكن فاعلاً أو مؤثراً في حياة الناس خلال الأزمة التي تعيشها البلاد وحتى ما قبلها، ما خلق هوية سورية متشظية ومفككة، أفرزت واقعاً ثقافوياً ما يزال يرزح تحت مفرزات تلك الأزمة حتى اليوم، فهل يكون فاعل بزمن "كورونا"؟.

في الحروب، الثقافة والفنون أول المتضررين، وأخر المتعافين. وبين الضرر والتعافي، أتى فيروس "كورونا" وعطّل تلك الفعاليات لفترة مؤقتة، لِتعود وتنشط من جديد مع وصول البلاد للذروة الثانية من الجائحة. فهل الثقافة ونشاطاتها أهم من حياة الناس ولقمة عيشها؟.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: