Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مهلة أردوغان تقترب من نهايتها.. هل يقع المحظور؟

مهلة أردوغان تقترب من نهايتها.. هل يقع المحظور؟

وسام إبراهيم

أيام قليلة وتنتهي المهلة التي منحتها تركيا للجيش السوري للانسحاب من المناطق التي سيطر عليها مؤخراً في إدلب وحلب، دون وجود أية مؤشرات على رضوخ دمشق للتهديدات التركية.

اللافت في الميدان هو استمرار الجيش السوري بالتقدم السريع على أكثر من محور، وهو اليوم يقترب من السيطرة على منطقة جبل الزاوية، ويطرق أبواب أهم المدن في محافظة إدلب، فيما تحاول الفصائل المسلحة الموالية لتركيا بدعم تركي السيطرة على بعض المناطق التي استعادها الجيش دون تحقيق نتائج تذكر حتى الآن.

مواصلة الجيش السوري عملياته العسكرية، تعني أن دمشق ليست في وارد التهدئة وامتصاص الغضب التركي، بعد أن أعادت فتح طريق M5، بل على العكس، فقد سرّع الجيش من وتيرة عملياته العسكرية في اليومين الأخيرين، خاصة في ريف إدلب الجنوبي، بينما يتمسك الحليف الروسي بموقفه المتصلّب اتجاه عدم التنازل عن أي من المكاسب الميدانية.

لافروف كان واضحاً خلال اجتماع لمجلس حُقوق الإنسان التّابع للأمم المتحدة عندما رفض وقف عمليات الجيش السوري وقال إن «هذا الموقف سيكون بمثابة استسلام للإرهابيين ومكافأة لهم، وليس مراعاةً لحقوق الإنسان»، ومثله موقف الكرملين الذي يُصِر على حتميّة أنهاء وجود كل «الجماعات الإرهابيّة المُدجّجة بالسّلاح والذّخائر».

تشير الأخبار المتلاحقة إلى مدى المأزق التركي مع عدم استجابة واشنطن والناتو لطلب أنقرة الدعم العسكري، حيث صرح مسؤول في البنتاغون أن حلف الناتو لن يساعد القوات التركية في أي نزاع في سوريا، معتبراً أن المسألة «مشكلة ثنائية مع الروس»، كما أن واشنطن رفضت تزويد تركيا بمنظومة "باتريوت" بالتزامن مع دخولها في اشتباك مباشر مع القوات السورية والروسية في إدلب.

أيضاً لم تلقَ دعوات أنقرة لعقد قمة رباعية في اسطنبول تضم قادة روسيا وفرنسا وألمانيا إلى جانب تركيا أية استجابة، ولم يبدي الرئيس الروسي أية حماس للقاء أردوغان، بينما وصف أحد قادة فصائل المعارضة المقربة من تركيا المحادثات التي أجراها وفد تركي في موسكو بأنها «كانت مهينة للجانب التركي».

أردوغان الذي يقرّ بوجود مشكلة أساسية تعاني منها قواته في سوريا، من عدم قدرتها على استخدام المجال الجوي السوري، سيكون عليه اليوم أن ينظر فيما يحمله وفد روسي يزور أنقرة لبحث ملف إدلب، بعد فشل جولتين سابقتين من المباحثات.

فهل تمهّد الجولة الثالثة لانفراجة في التصعيد الحاصل على جبهة إدلب، وتعطي أردوغان بعض التطمينات لإنزاله عن الشجرة؟ أم أن تركيا ستكون في مواجهة قرارات صعبة ومكلفة؟ هذا ماستحدده الأيام القادمة  

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: