إضراب "الهلال الأحمر" في "جرمانا"
آلان كرد
في سابقة هي الأولى من نوعها، توقف العمل في مركز رقم "150" للهلال الأحمر بمدينة "جرمانا"، لمدة 24 ساعة بسبب خلاف بين متطوعي الإسعاف وإدارة منظمة الهلال الأحمر العربي السوري SARC بمحافظة ريف دمشق.
كيف يعمل متطوعو الإسعاف؟
منظمة الهلال الأحمر العربي السوري هي منظمة إنسانية تتمتع بالاستقلال المالي والإداري وذات شخصية اعتبارية حسب التعريف الرسمي للمنظمة. أسست المنظمة بموجب المرسوم الجمهوري رقم"540" لعام 1942 والمرسوم 117 لعام 1966 الناظم لعمل المنظمة. لها مركز رئيسي و14 فرعاً موزعين في جميع المحافظات، إضافة إلى 75 شعبة تابعة للفروع.
ويعرف العاملون في مراكز الهلال الأحمر رسمياً بـ "المتطوعين" وليس بالموظفين، كما يتقاضون مبالغ شهرية تسمى رسمياً بـ "تعويضات"، وليست رواتب أو أجور، ولا تشملهم مواد قوانين العمل والتأمينات الاجتماعية، بل تشملهم مبادئ خاصة بالهلال الأحمر تسمى "المبادئ الأساسية السبعة".
تأخير الأجور "التعويضات"
تأخرت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري 4 أشهر في دفع أجور "تعويضات" متطوعي الإسعاف في مركز "جرمانا"، ما دفع المتطوعين إلى تنفيذ إضراب عن العمل استمر لمدة 24 ساعة.
أما السبب الثاني الذي أثار استياء متطوعي الإسعاف، فهو رفع ساعات العمل اليومية من 8 ساعات إلى 12 ساعة مجاناً وبدون مقابل، وتخوف بعض العاملين في الإسعاف من التسريح التعسفي من العمل بعد سماعهم إشاعات تتحدث عن مطالبة الإدارة بتسليم اللباس الخاص بالهلال الأحمر وسحب البطاقات وتسريح عدد غير معروف من متطوعي الإسعاف.
ذهب وفد يمثل العاملين المتوقفين عن العمل إلى مركز الهلال الأحمر في ريف دمشق، وبعد المفاوضات مع الإدارة عاد المتطوعون إلى العمل، وقد اتفقوا على حلول لجميع المشاكل والخلافات العالقة، إذ صرفت تعويضاتهم المتأخرة لمدة 4 أشهر، وتراجعت الإدارة عن قرار رفع ساعات العمل اليومية إلى 12 ساعة مجاناً، وذلك بعد يوم كامل من توقف العمل في مركز الهلال الأحمر بمدينة جرمانا.
ردود أفعال
وكتب أحد متطوعي الهلال الأحمر: «وصلني هذا الخبر صباح اليوم وكأنه ينهش في جسدي، توقف العمل في مركز 150 بجرمانا، لأن المنظمة لم ترسل أي مبلغ من رواتب الموظفين منذ أربعة أشهر، وتوقف تزويد الكوادر بالمال أو المخصصات. وعندما ذهب المتطوعون إلى مركز الهلال الاحمر بريف دمشق للاستفسار، جاء الرد بتزويد ساعات العمل من 8 ساعات إلى 12 ساعة وبدون مقابل، أو تسليم اللباس الخاص بالهلال الأحمر وسحب البطاقات وإغلاق مركز جرمانا».
وتساءل متطوع آخر يعمل في الإسعاف: «هل يعقل بعد أن قدم مركز "150" كل هذه الخدمات في مدينة جرمانا وغيرها من المناطق الساخنة في غوطة دمشق أن يكافأ بهذه الطريقة؟ هل يمكن إيقاف مركز فيه 6 سيارات إسعاف تخدم مدينة جرمانا مجاناً؟ من يقف وراء هذه القرارات الجائرة بحق مركز جرمانا للهلال الأحمر؟».
كما تضامن الأهالي في مدينة جرمانا مع متطوعي الإسعاف على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب الخدمات التي قدمها المركز للناس.
وانتهى الموقف بعد اتفاق على حل المشاكل العالقة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: