الظلام يسيطر... وكلام الحكومة يشبه حكاية إبريق الزيت
نور ملحم
يبدو أن مشكلة الكهرباء تحولت من معاناة يومية للسوريين، إلى ما يشبه حكاية "إبريق الزيت" في الروايات الشعبية.
تبددت الآمال بعودة سريعة للتيار الكهربائي ٢٤/4، بعدما تبين أن الوعود الوردية بقيت حبراً على ورق، وجاءت الخلافات والعرقلات العادية والمفتعلة، لتزيد الأمور تعقيداً وتوقف بدء العمل في العديد من المحطات المولدة بحجة عدم توفر الفيول.
وبحسب التصريحات الحكومية فإنه «يتم دفع حوالي 3 مليارات ليرة سورية صباح كل يوم، لتأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، أي أن احتياجات الوقود لتأمين الكهرباء تتجاوز تريليون ليرة سنوياً».
والحجة القوية التي ترويها وزارة الكهرباء للإعلام أنه وبسبب الحرب خرجت العديد من منشآت النفط والغاز عن الخدمة بعدما كانت المورد الأساسي لقطاع الكهرباء، وتناقصت كميات الوقود المتاحة لإنتاج الكهرباء اللازمة، ما أجبر الوزارة على تطبيق برامج التقنين، مشيرة إلى أن ساعات التقنين ترتبط بكمية الطاقة المولدة والمستجرة، ففي حال اعتماد نسبة كبيرة من المواطنين على الطاقة الكهربائية للتدفئة سيكون هناك حكماً ساعات تقنين.
علماً أن مدير تنظيم قطاع الكهرباء والاستثمار في "وزارة الكهرباء" بسام درويش كان قد أشار في تصريحه إلى السبب الرئيسي للتقنين يعود نتيجة توقف 8 عنفات لتوليد الكهرباء عن العمل بسبب نقص الغاز، ورغم تزوّد الكهرباء مؤخراً بنحو 700 ألف متر مكعب غاز يومياً من “وزارة النفط والثروة المعدنية”، إلا أن هذه الكمية بالكاد تكفي لتشغيل عنفة واحدة، لافتاً إلى وجود نحو 1,500 – 2,000 ميغاواط في المنظومة الكهربائية حالياً، ونتيجة البرد ارتفعت الأحمال والطلب على المنظومة من 3,200 ميغاواط إلى 4,600 ميغاواط حالياً، مبيّناً أن برنامج التقنين يتغير وفق الطلب والمتاح، أي أنه إجراء مؤقت.
حاول العديد من المواطنين إرسال شكاوي أو إجراء اتصالات بقسم الطوارئ أو مؤسسات الكهرباء للاستفسار عن وضع الكهرباء لكن الردود كانت سلبية على حد تعبيرهم، وسط مخاوف من ازدياد الأزمة.
وعلى طريقة «رضينا بالهم .. والهم ما رضي فينا!»، استكان السوريين لقدرهم الكهربائي، وتعايشوا مع التقنين وصفقاته المختلفة، والمستمرة عقوداً من الزمن ..
"أم جابر" من سكان دمشق أبدت لـ "جريدتنا" «غضبها من وضع الكهرباء، مبينة أن غالبية المواطنين أصبحوا يعتمدون على المولدات والبطاريات التي تمكنهم من تشغيل الأنوار والانترنت وشحن بعض الأجهزة الضرورية، إلا أن هذه البطاريات بالمجمل لاتصمد سوى 3 ساعات في أقصى حد، لأنها بحاجة للشحن من جديد».
من جانبه، وصف "محمد" مهندس مدني مقيم في "ريف دمشق"، وضع الكهرباء بـ"المزري"، مشيراً أن انقطاع الكهرباء بشكل عشوائي تسبب في حدوث أضرار طاولت بعض الأجهزة الكهربائية في منزله، وهذا ما زاد من عبء تكاليف إصلاح الأضرار بعد تعطل الأجهزة بشكل مفاجئ.
وبذلك يستمر مسلسل حكاية إبريق الزيت الكهربائي، وليس ما يوحي في الأفق بأن الكهرباء ستعود على مدار الساعة قبل نهاية العهد الحالي!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: