Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أعياد الجزيرة السوريّة..بيت الجد يجمع الجميع

أعياد الجزيرة السوريّة..بيت الجد يجمع الجميع

 

خاص: عبد العظيم العبد الله

 

يتجمّع العشرات من الأحفاد والأبناء في بيت الجد مع ساعات العيد الأولى، ويصبح ذلك البيت روضة كبيرة لعشرات الأطفال، الذين ينشرون فرحاً جميلاً وحركة وبركة يعشقها الكبار والشباب، خاصة وأنهم في ذهاب وإياب يتجولون على المنازل المجاورة لكسب اكبر كمية من سكاكر الأطفال.

أجواء العيد وطقوسه في الجزيرة السورية يعود هذه السنة بنسبة كبيرة إلى أعياد ما قبل الحرب، فقد تميزت بالكثير من الحب والفرح، خاصة للأطفال الذين توافدوا بأعداد كبيرة على الشوارع والأحياء يبحثون عن العيدية من سكاكر وحلوى وحتى مصاري، وفئة ال100 ليرة سورية التي تمنحها غالبية الأسر لطفل ليزرع بهجة ما بعدها سعادة، أمّا الجيران فهم لا يترددون بمنح مبلغ مالي لجيرانهم الأطفال وهم يطرقون الباب ساعات العيد الأولى.

بيت الجد وبعد أن يدج بالزوّار من أبنائه وأبناء أبنائه، وزيارة ذلك المنزل صباح العيد فرض يؤمن وينفذه الجميع سواء في القرى أو المدينة، وهو عرف اجتماعي قديم، لذلك يجهز الجد وليمة كبيرة على شرفهم ومن أجلهم، وتكون وليمة العيد عادة في الصباح الباكر، ليتناولها الزوار ويعودوا إلى منازلهم لاستقبال ضيوفهم بمناسبة العيد، الجد يجهز لكل حفيد مبلغ مالي، يوزع عليهم جميعاً بعدالة وتساوي، يكون قد جهزها على حسب عددهم ليلة العيد، والأطفال يترقبون تلك العيدية بفارغ الصبر، حتى أنهم يذكرون الجد فيها بشكل دائم.

الطقوس الدائمة التي يتقيّد بها أبناء الجزيرة السورية في أعيادهم، فهي زيارة القبور، التي تكون بنسبة مقبولة ليلة العيد بعد غروب الشمس، وبعض آخر يزور القبور بعد صلاة العيد مباشرة، ويقومون بتوزيع السكاكر على الأطفال بين القبور.

شهدت مناطق وبلدات وأحياء الجزيرة السورية حركة كبيرة أول أيام عيد الفطر السعيد، ليكون إعلاناً بعودة الروح والحياة الجميلة في الأعياد كما الأعياد السابقة، التي فقدت جوانب كبيرة من بريقها خلال سنوات الحرب، واستعدت عدداً من الحدائق العامة في المناطق الرئيسية والمتنزهات لاستقبال زوّارها حيث من المتوقع أن يزورها أعداد كثيرة، خاصة تلك التي تشهد أماكن خاصة بألعاب الأطفال.

العيد للطفل يعني الكثير، يترقبه بصبر كبير، وشغف أكبر، يسأل عن موعده وحلول هلاله بشكل دائم، حصته كبيرة بالاحتفال والاحتفاء، فزيارة السوق فرض على الأسرة من اجله وفي سبيل شراء الملابس الجميلة والجديدة له، حتى وإن غابت الملابس وبعض التفاصيل الأخرى عن الأسرة كاملة، يهتم بملابسه بشكل كبير، ويعطيها أهمية فائقة، وكثير منهم ومنذ بعيد يقوم بوضع الملابس بجانب فراش نومه ليستيقظ ويلبسها بشكل مباشر وهي في جاهزية تامة، ويسبق ذلك وفي ليلة العيد بان يدخل الطفل إلى الحمام، ويستحمم حمام العيد بالشكل المناسب، فغالبية التفاصيل والأجواء الخاصة بالعيد تكون مرتبطة بالطفل لا سواه.

من الطقوس الجميلة في ربوع الجزيرة السورية، أن كافة أطياف وألوان الجزيرة يشاركون في الأعياد، فالبيت الواحد يجمع الكل، على الحب والمحبة والفرح، وشارك شباب من طائفة غير المسلمين المعيدون بعيدهم أمام الجوامع بعد نهاية صلاة العيد بتوزيع الحلوى وضيافة العيد.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: