للحكومة الحالمة ... الكتاب الذي لا يحلّ مشكلة الجوع لا يستحق أن يُنشر
خاص/ نور ملحم
بعد حوالي شهر من ترؤس المهندس حسين عرنوس للحكومة ، وقف لأول مرة أمام مجلس الشعب ليدلي بيان حكومته الذي كان مشابه للكثير من البيانات، التي قرأت تحت هذه القبة دون أن يكون لها سواء صدى إعلامي رسمي على مبدأ " العصافير تزقزق والجو مشمس وبديع ووضع البلد بألف خير " الوعود التي قدمت والتي كانت عبارة على 4 ورقات كتبت بالخط العريض تضمنت الكثير من الوعود، كالعمل على تحسين الواقع المعيشي ورفع أجور وحوافز العاملين في الدولة، وتفعيل الاستثمار وتنشيط الصادرات، وتوفير احتياجات المواطنين من المحروقات، وتقليص ساعات التقنين الكهربائي، وتحسين جودة التعليم وتأهيل المدارس المتضررة، وربط الخريجين بسوق العمل وإيلاء الاهتمام بالأسر الأكثر فقراً بفعل الحرب في سوريا، إضافة إلى تطوير شبكات النقل (طرقية، سككية، جوية، بحرية).
وعود كما وصفها أحد الاقتصاديين ضاحكاً "حكومتنا ذات شرعية العشرة أشهر" وذلك وفقاً للدستور الذي يحتم تغيير الوزارة في أعقاب الانتخابات الرئاسية، التي ستجري منتصف العام القادم"
هي تحلم مثل أي فتاة أو شاب لديهم رغبة بالزواج والإنجاب وتربية الطفل خلال عشرة أشهر فقط دون أن يكون معهم ليرة واحدة لتنفيذ الحلم " ليكمل المسلسل الدرامي مع أعضاء مجلس الشعب الذين اكتفوا بالإصغاء فقط دون أي تعليق لحلول منطقية لإنقاذ ما تبقى من البلد.
أي كانت الوعود التي ألقاه رئيس الحكومة فالشعب لن يصدق اليوم فمن وقف أكثر من 10 ساعات للحصول على 30 ليتر بنزين أو الذي وقف أكثر من ساعتين للحصول على ربطة خبز أو من ترجى العامل في المؤسسة لكي يحصل على الأرز والسكر بعد انتظار طال ساعات وساعات دون جدوى أو الذين سجلوا للحصول على تعويض أضرار نتيجة الحظر الذي فرضته الحكومة السابقة ولم يحصل إلا على وعود، أو الأسعار التي وصلت لحدود السماء مقابل رواتب منخفضة جداً.
كل ذلك يؤكد أن الأزمات الحالية هي الأسوأ، قياساً بالأزمات التي شهدتها البلاد طوال سنوات الحرب. فإذا كانت الحكومة قد عولت سابقاً على بعض رجال الأعمال لحلحلة أزمات الطاقة والمحروقات والمواد الغذائية، فإن تشديد العقوبات الاقتصادية وقانون قيصر، يجعل الحلول المتعثرة ترخي بظلال ثقيلة على حياة المدنيين، في حين تفتح باب استرزاق جديد لتجار الأزمات وأمراء الحرب لزيادة ثرواتهم، حسب ما يراه الجميع ... ليبقى القول عليكم بالعمل الفعلي لا ترديد الشعارات الرنانة، لذلك على الحكومة أن تعلم أن الكتاب الذي لا يحلّ مشكلة الجوع بالعالم لا يستحق أن يُنشر.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: