مراكز صحية مع وقف التنفيذ

حبيب شحادة
تنتشر في سوريا ظاهرة المراكز الصحية، التي تغطي معظم الجغرافيا السورية، ذلك بهدف توفير الحد الأدنى من الخدمات الطبية المجانية للمواطن في مكان إقامته، لكن يبدو الواقع العملي لهذه المراكز، لا يشبه الغاية التي أحدثت من أجلها، حيث لا يزال يقتصر عملها فقط على توفير اللقاحات للأطفال، دون غيره من الخدمات الأخرى.
وجدير ذكره أنّ هذه المراكز الصحية غالباً ما تراها خالية من روادها، مقتصرة على وجود الممرضات فيها، وندرة وجود الأطباء، ما جعلها دون فائدة طبية، تقدم الإسعافات الأولية بالحد الأدنى.
تقول "أم سمير" من سكان "حي المزة"، «إنّه عندما ذهبت لتلقيح طفلها، أعطوه فقط اللقاح، دون إجراء أية فحوصات أخرى كالطول والوزن، بحجة أنّ الممرضة المسؤولة عن قسم الرعاية غائبة، وأنّ الميزان موجود في خزانتها المُقفلة من قِبلها، ميزان في مؤسسة حكومية يغلق عليه، دون القدرة على استخدامه من قبل ممرضة أخرى، فقط لغياب الممرضة المسؤولة».
لا يختلف مركز المزة عن غيره من المراكز الأخرى، أم عبدو التي اعتادت أن تعطي ابنها اللقاحات في المركز الصحي الموجود في الدحاديل، خطر لها أن تراجع طبيب النسائية، ولسوء حظها، أنّ مدير المركز هو طبيب النسائية، وهذا ما أدى الى ندرة وجوده في المركز.
تقول أم عبدو، «كل مرة أذهب للمركز وأسال عنه يكون غير موجود، مرة بحجة السفر، وأخرى حضور مؤتمرات"، فهل يعقل أن يكون مدير المركز، هو المسؤول، وبنفس الوقت غير موجود.؟».
مصدر في وزارة الصحة، قال لجريدتنا، «إنّ المراكز الصحية، تعاني اليوم بفعل الأزمة، الكثير من المشاكل، منها النقص في الكوادر وقلة الخدمات المقدمة في بعضها"، مشيراً مع ذلك، إلى أنّها تقدم خدمات لفئات من المواطنين غير القادرين على الاستشفاء في المراكز الخاصة».
وحيال هذا الواقع للمراكز الصحية، فإنّها تحتاج اليوم، لإعادة النظر بدورها، والغاية التي أحدثت من أجلها، بدلاً من بقائها عبارة عن مكان لبعض الموظفين الراغبين بقضاء وقت عملهم في مكان أخر غير المركز الصحي. ذلك أنّ هذه المراكز أصبحت شبيهة بالمراكز الثقافية، أبنية دون إنتاج.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: