شاعر ومربي حلبي "يموت قبل الموت"

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورة للشاعر والأستاذ "محمد وفاء الدين المؤقت" والذي تتلمذ على يديه آلاف الطلاب في حلب يظهر بثياب رثة وشعر أشعث، الصورة تظهر الوضع المأساوي الذي يعيشه هذا الشاعر، كما تظهر الإهمال الكبير بحقه وحق أمثاله حتى «بات عبداً من علمنا حرفاً».
وكتب أحد الناشطين على "فيسبوك" تعليقاً على الصورة وهو شاعر ممن تتلمذوا على يد "المؤقت" قائلاً: «كان الأستاذ الشاعر محمد وفاء الدين المؤقت أنيقاً في ملبسه وحديثه وأسلوبه في التعليم، مدرساً بارعاً يعطينا من قلبه قبل عقله، وكان لنا في حصته الدراسية متعة لا يرقى لمثلها متعة وبخاصة حين كان يلقي علينا مقاطع من قصائده وقصائد غيره من الرواد المبدعين كان ذلك في المرحلة الإعدادية، وبعد سنوات بدأت بحضور أمسيات أدبية في المراكز الثقافية والنوادي الأدبية وكان المنبر يتواضع من عظمة الأستاذ المؤقت وجمال إلقائه».
اليوم وبعد مرور أربعة عقود صدمتني صورة التقطتها عدسة المؤرخ "عامر رشيد مبيض" وكلمة جاء فيها: «محمد وفاء الدين المؤقت المربي الكبير والشاعر الذي أعطى دائما للوطن الحيز الأكبر من أشعاره الوطنية، التقيته اليوم في حلب مصادفة وعرفني وناداني باسمي وطلب مني تصويره ويهديكم السلام، وقال لي عندي مشكلة مرورية يا عامر أوصلني لبيتي».
وطرح المؤرخ أسئلة عدة تعليقاً على الصورة وقال: «وأمام هذه المأساة أسئلة تفرض نفسها علينا جميعاً:
- لماذا كل هذا التقصير مع أعلامنا ومبدعينا!؟
- أين المجتمع المدني والجمعيات الثقافية منه ومن أمثاله من الرواد؟
نداء أطلقه المؤرخ لإسعاف هذ المربي والشاعر الكبير، استجاب له مدير تربية حلب بتوجيه من وزير التربية فقام بزيارة «للاطمئنان عليه وتقديم المطلوب لراحته» حسب وصفه، لكن ما الذي قُدم له في هذه الزيارة لا أحد يعلم، وترى ما الذي سيريح الشاعر "المؤقت" في هذا الزيارة «المؤقتة» التي ختمت بصورة تحمل ابتسامة كئيبة كحال الواقع من حولها.
حال الأستاذ "محمد وفاء الدين المؤقت" ليس فريداً من نوعه وهناك المئات إذ لم يكن الآلاف كحاله، على جميع الجهات التربوية والأدبية والفكرية تدارك الموقف ومد يد الرعاية لأمثالهم وإسعافاً سريعاً يحفظ كرامة المربيين والشعراء الذين تخرج من تحت أيديهم آلاف الطلبة قبل أن يغادرونا إلى الملأ الأعلى.
المصدر: خاص
شارك المقال: