سوريا.. الأطفال في المشافي بسبب البرد
في وقت ينعم فيه أطفال العالم بالدفء والحنان، يواجه أطفال سوريا معاناة مضاعفة بين آثارالحرب وموجة البرد القارس التي عمقت الوجع والألم في أجساد هزيلة لا تعبر عنها سوى الآهات والدموع شاكية من قلوب قست وإنسانية فقدت، فهل من مغيث يرق قلبه أو يعطف؟.
مع غياب جميع وسائل التدفئة في سوريا وعدم محاولة الحكومة إيجاد الحلول السريعة والحقيقية لحل أزمة الغاز والمازوت والكهرباء تتعرض حياة الكثير من الأطفال للخطر نتيجة المرض الشديد والذي قد يودي بحياتهم لعدم محافظة الجسم على درجة الحرارة الطبيعية وهي 37 درجة مئوية.
ومع استمرار عدم إيجاد وسيلة تدفئة لتحمي هؤلاء الأطفال، تستقبل دمشق اليوم أكثر من 20 طفلاً يومياً نتيجة الإصابة بفيروس يولد نقص المناعة وبالتالي يصبح جسده غير قابل للاستجابة لأي نوع من العلاج، كما سجلت محافظة حلب قبل أيام أول حالة وفاة لطفلة لم تتجاوز الشهرين نتيجة البرد القارس.
وحول الموضوع يجيب الدكتور مجيب ملحم اختصاصي طب أطفال في مشفى الأطفال بدمشق في تصريح خاص لجريدتنا عن مخاطر البرد القارس على الأطفال قائلاً: حين يتعرض الطفل للبرد القارس يحدث أن كل الأعضاء وخاصة القلب والدماغ تقوم بعملها ببطء وقد يتوقف عن العمل في الحالات الشديدة جداً والمهملة وبذلك تكون حياته معرضة للخطر لدرجة الوفاة، ومن هذه الأعراض يرفض الطفل الطعام أو تناول السوائل الدافئة والسعال بقوة والذي قد يتسبب في التقيؤ أو تغيّر في لون الجلد والبلغم المشوب بالدم إضافة لصعوبة في التنفس أو ازرقاق حول الشفتين
ويضيف الملحم أن الطفل يصبح معرض لنقص وظيفي بجهاز المناعة وبذلك يصبح جسمه قابل لاستقبال الجراثيم الميكروبية بصورة شديدة، ويصعب السيطرة عليها بالعلاجات المعتادة فمثلا: الإصابة بتسمم جرثومي بالدم أو التهاب سحائي أو التهاب بالعظام مرتين فأكثر أو الإصابة بالتهابات بكتيرية بالأغشية الخلوية والغدد الليمفاوية أو التهابات صديدية بالأذن ثلاث مرات متلاحقة فأكثر.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: