Tuesday April 30, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

دمشق.. باص وكاسة شاي فقط للشرطة؟

دمشق.. باص وكاسة شاي فقط للشرطة؟

خاص - حسن سنديان

الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت مدينة دمشق.. أنهيت قهوتي وخرجت من المنزل متوجهاً إلى منطقة باب شرقي.. وبحسب منطقتي" المهاجرين" فمن الضروري أن أستقل باص "مهاجرين باب توما"... الباص الوحيد الذي يمكّنني من الوصول إلى تلك المنطقة.

هذه المرة شاءت الصدفة أن أجلس أمام السائق كي استمتع برؤية الطريق الذي يوصلني إلى هذه المنطقة المحببة لدي... لكن كان الخلاف الوحيد بيني وبين السائق أنه يعشق أغاني الطرب صباحاً أما أنا فأعشق فيروز... ربما لم يكن خلافاً بل كان اختلافاً وهنا الفرق الشاسع ما بين هاتين الكلمتين، اللتين كانتا السبب الرئيسي باندلاع الحرب في سوريا.

تأملت بصاحب "الفان" ملياً... وبيني وبينه أغنية قديمة" أنا ألبي دليلي قلي ح تحبي" وأصوات السيارات هادئة جداً وكأنهم يتفاهمون فيما بينهم صباحاً على المرور وتنظيم السير متخلّين عن شرطي المرور الذي طالما أشبعهم بالمخالفات وباتت هاجسهم الوحيد.

لكن سائق هذا "الميكرو" كان يمتلك ميزة بأنه لا يخالف من قبل الشرطة بدليل أنه يلقي التحية على العناصر وهم يردون عليه بحرارة وعندما سألته عن السبب قال " مفكر إني عم إرشيهون" وبابتسامة خفيفة مكملاً قوله: "بدك تعرف شو السبب نطور شوي وبتعرف".. وفي منتصف الطريق أخرج "ترمس" شاي وبدأ بضيافة عناصر الشرطة المتواجدين على طريقه وهم يلقون التحية ويقولون: "أحلى أبو حيدر نشالله بعرسك"، إلا أن أحدهم تذمر على السائق وقال له" تاني مرة إزا بتجيب الشاي بكاسة بلاستيك بدي خالفك" وهنا ضحك أبو حيدر قائلاً " صحي يسلملي".

ربما كان هذا الشرطي خائفاً من أن يوقظ الخلايا السرطانية النائمة في جسده لأن البلاستيك مضر بالصحة ويسبب السرطان أو سبباً غير مبرر لمخالفة السائق.

لكن الأمر الذي أنجى السائق من المخالفات... هو المحبة التي طالما اتقنها السائق وكانت جزأ منه... وعلى ما يبدو أن عناصر الشرطة لا يبدئون صباحهم إلا بكاسة شاي من أبو حيدر الرجل الذي غيّر مفهومهم من الاستفتاحية برشوة أو مخالفة إلى محبة.

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: