زيادةُ الرواتب و الدولار .. أوسطهما مُرّ!
رواء الباشا
«هذا المتوقّع!» بهاتين الكلمتين عبّرت "ريم" _موظفة قطاع حكوميّ_ عن استعدادها مسبقاً لمواجهة زوبعة الأسعار بعد زيادة الرواتب التي صدرت منذ ثلاثة أيام، والتي كانت كفيلةً لأن ترفع أسعار معظم السلع بزيادة ليست بقليلة، فبعد أن كانت الذريعة "الدولار"، اليوم لا يعبرُ سمعك في السوق إلا كلمة "زيادة" !.
وبلا زيادة أو نقصان، يُعرب "أبو أحمد" الستينيُّ المتقاعد لجريدتنا، عن قلقهِ حول ارتفاع السلع الجنونيّ، وعن زمن لا ينفكُّ به الكبير عن الانقضاض على الصغير.
أما "رامي" قال: إن «الأسعار تشهد ارتفاعات مستمرة بسبب سعر صرف الدولار و أنّ الزيادة جاءت كـ "حلّ" للمحافظة على قدرة المواطن الشرائية وليس العكس».
لكن "رامي" لم يعلم، أنّ في بقعة ما على هذه الأرض لا يملّ أسيادُ الكراسي و المال فيها من العبث بجيب المواطن، و لا يهنأ لهم عيش حتى يحرموه من أبسط حقوق العيش و كأنّ الواقع المعيشي في سوريا اليوم أشبه بساحة معركة "السوريّ" بكل مسمّياته هو الخاسر الوحيد فيها.
وفي جولةٍ لجريدتنا على أسواق مدينة دمشق، رصدت ارتفاعاً ملحوظاً لبعض السلع الغذائية والمنظفات وغيرها، والارتفاع يتراوح من 50_ 200 ليرة سوريّة على بعض المنتجات.
وفي سؤالنا لصاحب أحد محال مواد الغذائية عن واقع الأسعار، أوضح أنّ لا أحد مستفيد من الغلاء لاتجار ولا غيرهم، لأن ما نشهدهُ هو تضخم فاحش ارتفعت فيه الأسعار بشكل سريع مباغت ومازالت على هذا المنوال، وبالنسبة لسعر صرف الدولار الذي يرتفع أيضاً فإن الدولار في السوق السوداء مجرد سلعة تخضع لقانون العرض والطلب ومختلف العوامل الاقتصادية الأخرى التي تؤثر في السعر.
بدورها أوضحت مديرية حماية المستهلك بأنّ هاتفها المفتوح لاستقبال شكاوي المواطنين حول ارتفاع الأسعار "مغلقٌ" بسبب عطل، ولعلّ العطلَ لم يُصب هاتفها فقط، فثمة أعطالٌ أصابت جهازها التنفيذيّ و أوصلت فوضى عملها إلى أسواق بات يمرّ بها السوريّ تائهاً وباحثاً فقط عن السلعة الأخفض سعراً ولو بقليل أملاً منهم بالمثل «إن خليت خربت!».
فزيادة الرواتب وارتفاع الدولار أمران أوسطهما مُرّ، وهو شبح "الأسعار" الذي يتوسط معادلة طرفاها أصبحا اليوم أساس واقع اقتصادي في مهبّ أيادٍ خفيّة تفعل فيه فعل الريح الهوجاء!.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: