Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مقاعد الدراسات العليا في الطب قصة استهتار بمصير مئات الطلاب

مقاعد الدراسات العليا في الطب قصة استهتار بمصير مئات الطلاب

في كلية الطب جامعة دمشق كل سنة يطلب عدد معين من طلاب الطب لمتابعة تعليمهم في الدراسات العليا، وطلاب الدراسات العليا في كلية الطب يشكلون كوادر معظم المشافي الحكومية، لكن هذا العام تفاجأ الطلاب بقبول نصف العدد الذي كان يطلب في السنوات السابقة، حاول الطلاب البحث عن مبرر لما حدث ولكن كان الغموض يلف القضة في بداية الأمر إلى أن خرج تبرير واهٍ من الكلية بأن سبب خفض عدد قبول الطلاب للدراسات العليا للنصف هو بقصد رفع السوية العلمية للأطباء.

حجة واهية لأن مشافي التعليم العالي قائمة على طلاب الدراسات العليا وهم يقومون بالحمل الأكبر لكون عدد الأطباء انخفض خلال الحرب، ومع الأعداد السابقة التي كانت تطلب كان الحمل الكبير على الطلاب يجعلهم ينفكون عن المتابعة بسبب التعب الكبير الذي يقع عليهم، فما بالك إذا انخفض العدد للنصف؟!

قرار خفض عدد طلاب دراسات الطب هو ليس عكس مصلحة الطلاب فحسب بل عكس مصلحة المشافي أيضاً، فمع العدد السابق والحمل الكبير الذي كان يرفعه بالكاد كان عمل المشافي يسير، بنصف العدد مجرد تخيل الأمر سيكون كارثياً، وبالإضافة إلى أن هناك مشافٍ جديدة فتحت، وعلماً أن خفض عدد الدراسات شهدته جامعة دمشق فقط علماً أن دمشق لديها عدد مشاف أكبر من بقية المحافظات وبالتالي تحتاج لعدد أكبر من طلاب الدراسات العليا لتغطية هذه المشافي، فكانت الأعداد المطلوبة لجامعة دمشق أقل  بالمقارنة مع الأعداد المطلوبة في مفاضلة جامعة تشرين مثلاً.

وماذا عن الطلاب الذين دخلوا الطب بناءً على عدد كان محدد كان يقبل في الدراسات، وانهوا سنوات دراستهم ليصلوا إلى هذا الحد ويتوقفوا بعد قرار يخفض عدد الدراسات أُخذ من عدد من الدكاترة كانوا متحكمين بالقرار ولكن دون مبرر مقنع، وليتركوا أمام خيار وحيد وهو السفر، وبالتالي نكون قد هدرنا خبرة مئات الخريجين وليخرجوا ويكملوا دراستهم خارج سوريا، أو يجدوا أحداً يتبنى ما لديهم ويوظفهم في المكان الصحيح كما حدث شهدنا خلال سنوات الحرب الاختراعات العلمية والطبية التي أظهرها طلاب سوريا للعالم ولكن خارج سوريا..

عندما سُئل "المسؤول عن هذا القرار" عن السبب لم يكن يعلم أن عدد المقاعد انخفض أساساً، وكان مكتب السكرتارية في مكتبه وقع القرار، طلب منه التراجع وتعديل القرار ولكن كان رده صادماً: «ماني مضطر جابه حدا، ومارح وقف ببوز المدفع» وبالمختصر فليظلم مئات الطلاب المهم الصورة تبقى نظيفة.

وعندما توجه بعض الطلاب بالقضية إلى معاوز وزير التعليم العالي رياض طيفور كان رده عليهم: «سبق وأرسلت للكلية أسألهم إن كانوا يودون التعديل على الأرقام ولم يردوا، أما الآن فإذا أرسلوا تعديلاً لن أقبله وسأكسر أيديهم».

كان هناك دكتور واحد أحس بمعاناة الطلاب الذين لم يستجب لهم أحد وهو الدكتور صبحي البحري الذي وصف ما يحدث «بالمهزلة ويجب أن تُحل» فعاد وتوجه إلى عميد الكلية ونائبه للشؤون العلمية للاجتماع مع بعضهم والخروج بحل لهذه الورطة التي وضعوا الطلاب والمشافي بها في آن معاً.

إلى صدر قرار وزارة التعليم أخيراً ليثلج صدور طلاب الطب بعد أسابيع من التوتر عاشوها نتيجة قرار غير مسؤول.. 

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: