Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أسرار لم تُروَ بعد عن حريق برج دمشق

أسرار لم تُروَ بعد عن حريق برج دمشق

خاص

بالطبع أنكم سمعتم عن حريق برج دمشق البارحة عبر الإذاعات أو صفحات الفيسبوك وحتى من خلال عناوين الصحف هذا الصباح، لكن هل قرأتم القصة كما يرويها مواطن سوري شريف؟.

نعم لقد احترقت طوابق ومحلات لبيع الهواتف وأجهزة الاتصالات في البرج، واحترقت معها قلوب عائلات فقيرة تبحث عن لقمة عيشها من بين رماد الحرب، حريق أرجعه مسؤولون إلى (خلل في مولدة كهربائية لإحدى المقاهي ما أدى إلى اشتعالها)، هل قلنا الكهرباء؟؟ إذا علينا أن نتذكر أن حريق المناخلية والذي ذهب ضحيته 7 أطفال كان نتيجة ماس كهربائي أيضاً، حاولت "جهات" إلصاق مسبباته بالقضاء والقدر. قدر يعمل بحرية مطلقة وبمباركة الحكومة في بلادنا (طريقة مثالية لتبرير فشل وعجز مسؤولية المؤسسات الحكومية).

هل علينا أن نكون مغرضين ومدارين من الخارج وننتقد أداء الحكومة ونجلدها حتى لو كنا نعلم يقيناً بأن الشبكة الكهربائية في البرج ستتسبب بالحريق عاجلاً أم آجلاً، كما حذر رواده وعماله سابقاً، هل سنكون خونة لو طالبنا الحكومة بإصلاح وصيانة الكابلات المهترئة قبل أن تحدث الكارثة.

مهلاً لنكن منصفين وعقلانيين أكثر، فالكل رأى سيارات الإطفاء والإسعاف والإنقاذ تهرع بأسرع وقت لإخماد الحريق وإنقاذ المحاصرين، وكالعادة بعد حدوث كل مصيبة لا بد أن يزور الوفد الحكومي برئاسة عماد خميس ويطلع على الإجراءات المتخذة "لإخماد الحريق وضمان سلامة المدنيين وتفقد الأضرار"، (هذه الكليشيات تتكرر في الأخبار الرسمية كل مرة) وليوجه بسرعة ترميم المحال المتضررة و"تشكيل لجنة فنية لدراسة واقع المبنى وعوامل الأمان فيه وفي المباني المشابهة" والسؤال لماذا لم تتحركوا قبل ذلك بسنوات؟.

أعزائي المواطنين نود أن نبلغكم بأن الحكومة لن يغمض لها جفن قبل أن تكتشف ملابسات الحريق بعد تحقيق موضوعي وشفاف (عادة ما ترمى التحقيقات في الأدراج لسنوات أو سلات القمامة بحسب العادات والتقاليد المحلية). لكن حقيقة عليكم أن تتأملوا خيراً من تعويض مادي مجز للمتضررين هذه المرة، فهل تساءلتم لماذا؟ هل بدر إلى ذهنكم استفسار عن عدد العناصر الأمنية الهائل الذي كان يحرس المبنى خوفاً من السرقة والفوضى؟. بيد أن الموضوع لا يتعلق بـ"حنية" الحكومة نحو المتضررين بقدر ما يعني تضرر محل يدعى (ميزولا) في الطابق الثالث تعود ملكية استثماره إلى أخ مسؤول كبير كان ضمن الحاضرين، فهل يمكن القول بأن صاحب العلاقة أتى البارحة للاطمئنان على الناس والتقاط  صور تذكارية مع المارة والحاشية الكريمة أم لغايات في نفس يعقوب (تم تحريف الاسم للضرورة).

الحمد لله بأن لا أحد مات في هذا الحريق الناتج عن أعطال الكهرباء، كما حدث في مرات سابقة، والحمد لله بأن وزير الكهرباء باق في منصبه ولن يقدم استقالته، كما يفعل عادة نظراؤه في الدول الغربية نتيجة فشلهم في عملهم.

 

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: