Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الفلافل وثلاث نِعَم أخرى حُرم منها المساكين أولاد المسؤولين !

الفلافل وثلاث نِعَم أخرى حُرم منها المساكين أولاد المسؤولين !

كريم مهند شمس

جميعنا ننظر بعين الحسد صوب أولاد المسؤولين وأصحاب النفوذ والأموال، ونتمنى لو أننا نعيش يوم واحد من حياتهم، حيث أن لا يوجد شاب لم يشعر بعمره يضيع أمامه حين تمر بجانبه سيارة فارهة مُعتمة النوافذ تعلو منها أصوات الأغاني والفتيات الجميلات.

ولكوننا نعيش في بلاد تكتظ بحديثي النعمة وهؤلاء الأغنياء وأولاد المسؤولين، لدرجة جعلتنا نوصف بشعب المليون مسؤول، قررنا أن نجمع في نصنا هذا بعض الأشياء التي تُحرم منها تلك الطبقة المسكينة في حياتها، لنوجه للقلة الفقيرة المتبقية في بلادنا رسالة مفادها أن القناعة لا كنز ولا هم يحزنون، ولكن علينا أن نقتنع حتى يتمكنوا هم من الاستمتاع بأموال يفترض أنها لنا.

وفي صدارة قائمة الأشياء التي يعاني منها أولاد المسؤولين، هو عجزهم عن الحصول على راحة البال عندما يأخذون كل فرص العمل والمنح والبعثات المتاحة في البلاد، ففوق اضطرارهم لتحمل أعباء المشاركة في كل شيء نيابة عن شعب بحاله والجهد الذي يبذلونه في إهدار تلك الفرص وحرمان المؤهلين لها منها، يأتي مواطن أو صحفي قليل أدب ناكر للجميل ويستنكر ذلك بمنتهى الوقاحة، بدلا من أن يتوجه ببرقية شكر لذلك الطفل المدلل ووالده المتنفذ لأنهم وفروا عليه جهد العمل وتطوير مسيرته المهنية، خوفاً عليه من الانشغال عن التفرغ التام للسعي وراء لقمة عيشه التي بالكاد يحصل عليها.

ناهيك طبعاً عن قلقهم الدائم حول مكان وضع أموالهم وانفاقها، تخيل لو أنك كنت مكانهم، أليس شيء مزعج أن تملك مبالغ تجهل مصدرها ووجهتها وعليك تخبأتها وحملها معك يومياً، يا له من عمل مضني يجب على الشعب أن يشكرهم عليه، وإن لم يفعل فإذاً "يا حوينة تعبك يا بابا".

ومن المعروف أيضاً كمّ الحزن الذي يعيشه ابن المسؤول لأنه لا يحصل على لحظات خلوة مع نفسه، فدائماً ما يزعجه وجود مواكب المرافقة خلفه أينما ذهب وهو ما يحيل بينه وبين راحة البال بعيداً عن أنظار العالم في الطريق، الذين بدورهم يحسبون كم شهراً قد يعيلهم المبلغ المنفق يومياً على وقود تلك السيارات ذهاباً وإياباً لمدرسة ونادي ذلك الطفل الجميل.

وأخيراً الفلافل، إنها حلم كل ابن مسؤول في هذه البلاد، تخيل معناتهم وهم يضطرون لتناول اللحوم والوجبات الغربية يومياً دون أن يحصلوا على الفلافل، أنت تظننا نمزح لأنك تأكلها على الأقل ثلاث مرات أسبوعياً، ولكن لا، فهي لا تُطهى ولا تُباع في أحياء ومدارس هؤلاء الأشخاص، ولذلك فإن الحصول على سندويشة فلافل هو أصعب مما تتخيل بالنسبة لهم، لأن شرائها سيحتم عليهم النزول والوقوف في مناطق وأحياء أقل منزلة منهم وقد يتعرضون لمكروه بها بحسب اعتقاد ذويهم، ولو تنازلوا وقرروا الذهاب إليها للحصول على الفلافل لن يستطيعوا ذلك، لأنهم لا يعلمون أصلاً بوجودها أو بمكانها على خارطة بلاد سبق لهم وأن تقاسموها بالجملة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: