Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

فقه الحب !

فقه الحب !

جرعة عالية التركيز من الأمل والحب الخالصين الذين قدمتهما السيدة أسماء الأسد خلال اللقاء الذي أجراه معها التلفزيون السوري.

كان من اللافت أن تجنح السيدة الأسد إلى الكشف عن إصابتها بالسرطان، لكن الأمر كان بمثابة رسالة إلى كل المصابات ليتمسكن بالحب، بالعائلة، بالحياة، ليخرجن من هذا المرض كأنه وعكة صحية عابرة، فالثقة بالشفاء  والحالة النفسية العالية، أهم مفردتين في تجاوز هذا المرض الخطير، وحين واجهته بخبرات طبية سورية، كانت تؤكد على بناء الثقة بين المواطن والمؤسسة الطبية في سوريا.

في حديثها عن الرئيس الأسد بوصفه "شريك كل العمر"، كانت السيدة أسماء ترسم خارطة طريق للعلاقة الأسرية الناجحة، القائمة على الحب كأساس للنجاح، وهذا الحب ممارسة تعلم للأبناء، لتكون العائلة الواحدة، كلٌ جمعي يمكن له أن يتجاوز أكبر الأزمات بالحوار والثقة المتبادلة.

طبيعة تلقي المواطن السوري لخبر شفاء السيدة الأولى من مرض السرطان، تعكس مدى الحضور الشعبي للمرأة التي عكفت وسائل إعلام غربية مؤخراً على توجيه الانتقاد لها من خلال تقارير لا تمت للواقع بصلة، فالسيدة التي لفتت أنظار العالم بمتابعتها لجملة من الملفات الإنسانية، وعكفت على الظهور بالصورة البسيطة للمرأة الأنيقة، حاول الإعلام الغربي تشويه مسيرتها، إلا أن هذا الأمر يسقط عند استقبالها للجرحى وذوي الشهداء، ويسقط عن ابتسامة كل طفل مصاب بالسرطان أو غيره ممن تسهم السيدة أسماء في رسمها، ويؤكد على إنها المتفردة من بين زوجات زعماء العالم، القادرة على أن تلعب دورا مجتمعيا حقيقيا بعيدا عن صالونات المجتمع المخملي والجمعيات التي تؤسس للتطبيل لزوجة هذا الرئيس او ذاك الملك.

إن سخافة وسائل الإعلام المعارضة التي" شمتت"، بمرض السيدة أسماء حين الكشف عنه، عادت لتبني سيناريوهات سخيفة بعد بث اللقاء، وهذا يؤكد على أن السيدة أسماء أسهمت عن غير قصد في التأكيد على جانب مهم في الشخصية المعارضة، المبنية على "الحقد" وانتهاج "الكراهية"، كلغة خطاب مع الآخر، أيا كان ميله أو طبيعة خطابه، ومن يتخذ من "الكراهية"، كمنهج تفكير لا يمكن له أن يسهم في بناء أسرة صحيحة، فما الحال حين الحديث عن بناء وطن..؟.

السيدة أسماء التي انتصرت على الموت بإرادة الحياة، وعلى الوجع بالحب، قدمت درسا للتاريخ من خلال" رحلة"، من رحلات العمر الذي يصلي السوريين ليكون مديداً، مليئاً بالإنجازات، والفرح، والعافية، وبكل ما تتمناه لعائلتها.. إذ علمت السوريين أن الأمل دائماً موجود، وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: