Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ماذا بقي من «سوريّا» المعارضة؟!

ماذا بقي من «سوريّا» المعارضة؟!

غالباً ما تصف وسائل الإعلام المعادية لدمشق الفصائل الإرهابية بـ "فصائل المعارضة المسلحة"، كما تصف الأطياف السياسية المنتشرة في الشمال السوري وعدد من الدول على رأسها تركيا بـ "المعارضة السورية"، فهل بقي للمعارضة أي شيء تستند إليه حين وصفها لنفسها بـ "السورية"، إن كانت قد جنحت إلى تمجيد الرموز التركية، إذ لا تخلو صورة لـ "مقرات المعارضة"، من وجود صور الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، ومؤسس الجمهورية التركية الحديثة "مصطفى كمال أتاتورك"، والعلم التركي، كما أن عناصر ما يسمى بـ "الجيش الوطني"، و"الهيئة الوطنية للتحرير"، يضعون على أكتافهم "العلم التركي"، علماً أن كلا الفصيلين مشكلين باليد التركية من مجموعة من الفصائل التي لا يمكن أن تتواجد إلا في ظل رئيس مثل "أردوغان"، فبعض هذه الفصائل يرتبط بشكل وثيق بتنظيم " جماعة الإخوان المسلمين"، وبعضها الآخر مكوّن من مقاتلين يتحدرون من أصول تركمانية، ويطلقون على فصائلهم مسميات تركية من قبيل "السلطان مراد - السلطان عبد الحميد"، إضافة إلى بقايا ما كان بـ "الجيش الحر".

عناصر الفصائل المسلحة الذين تحولت شعاراتهم وفقاً لما تقتضيه رياح المال من "الموت ولا المذلة"، إلى "إقامة الدولة الإسلامية"، رموا بكل شعاراتهم في "سلة المهملات التركية"، ليعلوا مصلحة الرئيس التركي أولاً، وبات الارتزاق من خلال القتال في الأراضي الليبية لصالح "الحكومة التركية" التي تدعم "حكومة الوفاق"، في صراعها ضد قوات الجيش الوطني التي يقودها المشير "خليفة حفتر"، أهم من الملف السوري بالنسبة لعناصر هذه الفصائل، ولا تختلف الفصائل فيما بينها في تقديم فروض الطاعة لـ "لص أنقرة"، وإن كانت تتنافس على من يركع أكثر، ولا يمكن لـ "المعارضة"، أن تنكر وجود فصائل كاملة مشكلة من غير السوريين في القتال ضد الدولة السورية من قبيل "الحزب الإسلامي التركستاني"، و "مجاهدو القوقاز"، وغيرهم الكثير، وهذا يعيد إلى بداية الأزمة السورية حينما ظهر مسمى "الجيش السوري الحر"، الذي لم يكن حراً في ممارساته وكان مجرد أداة في إذكاء النار في الداخل السوري، ولم يكن "سورياً"، بالمرة منذ أن نشأ، فالكثير من "الجهاديين"، حملة الجنسيات العربية والأجنبية انضموا إليه منذ بداية الحرب، ولم تستح "المعارضة"، حينها لـ "التهليل"، لوجود الاجانب في صفوفها منذ البداية.

في المدارس الواقعة في الشمال السوري يفرض التاريخ من وجهة النظر التركية، ويقبل "الائتلاف المعارض"، بهذا المنهاج على اعتبار أن العثمانيين كانوا خلفاء للأمة الإسلامية، كما أن اللغة العربية تعتبر مادة ثانوية، وتدرس اللغة التركية على أنها من المواد الأساسية، وكل هذه الممارسات لا تعادل وزن "قشة"، إذا ما قورنت بالتحول إلى التعامل بالليرة التركية في أسواق المناطق الشمالية بما أفضى إلى زيادة في حالة الفقر التي يعيشها المدنيون تحت ظل راية "جبهة النصرة"، أو "الائتلاف المعارض"، فالطرفان الذين لطالما ما تصارعا حتى في زعم تشكيل حكومة تمثل ما يسمى بـ "المعارضة"، اتفقا على رفد الخزينة التركية بالمزيد من الأرباح من خلال رفع سعر عملتها في الداخل السوري نم جهة، واستهلاك المنتجات التركية في الأسواق المحلية من جهة أخرى، ليصبح شمال سورياً سوقاً لتصريف البضائع الفاسدة والكاسدة في السوق التركية في ظل عدم وجود بدائل لهذه البضائع.

لم يبقى من "سوريّا"، المعارضة إلا المسمى الذي لطالما كان فضفاضا على مجمل القوى السياسية والمسلحة منذ بداية الأزمة قبل عشر سنوات تقريبا، ولا يبدو أن ثمة من يخجل ممن يسمون أنفسهم بـ "المعارضة"، أو أعضاء "الائتلاف"، من مواصلة الحرب وفرض الجوع على السوريين، ولعل تأييد هؤلاء لـ "قانون قيصر"، الذي يستهدف المواطن البسيط أكثر الأدلة وضوحاً على تخليهم عن "سوريتهم"، من أجل مواصلة فروض "عبادة المال"، والطاعة الكاملة للأطراف الخارجية.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: