طفولةٌ نحو المخيمات

كثيراً ما يكون السن أعجز من وصف حقيقة الأشياء، 11 عاما قد لا تكون كافيةً لكنها كانت أقسى من واقع طفولي على مريم اليمنية، هذه السنوات كلها كانت تعني فقدان سلامها، لا بيت لها في "الحديدة"، هي اليوم ابنة المخيمات.

 

ليست مريم وحيدةً في شقاء النزوح، حيث من الصعب تقدير عدد الأشخاص الباقين في مدينة الحديدة، بعد ارتفاع حدة الصراع بشكل كبير حول المدينة والمناطق الشرقية والجنوبية للمحافظة، إذ أدت الاشتباكات العنيفة والضربات الجوية والقصف، إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين. وفي أكتوبر وحده، قُتل 94 مدنياً وأُصيب 95 شخصاً في محافظة الحديدة، فيما اضطر 445 ألف يمني للفرار من المحافظة منذ يونيو الفائت، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

 

من جانبها، عبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن قلقها الشديد بشأن تصاعد الصراع في محافظة الحديدة اليمنية، وتأثيرها على السكان المدنيين وعلى عمليات الإغاثة الإنسانية، في ظل تضررالبنى التحتية المدنية بما في ذلك المرافق الصحية والمنازل، كما أكدت المفوضية على قلقها إزاء عدم تمكن الأشخاص من الفرار بحثاُ عن الأمان بسبب العمليات العسكرية التي تحاصر السكان بشكل أكبر وتقطع عليهم طرق الخروج، إلى جانب وقف وصول المساعدات لليمنيين النازحين والمتضررين، وذلك بعد إقفال طريق "كيلو 16"، الطريق الرئيسي الداخلي الذي يؤدي إلى العاصمة صنعاء.

 

هذا ودعت المفوضية بشكل طارئ أطراف الصراع، إلى حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وضمان توفير لوازم الإغاثة الإنسانية في الحديدة، وضمان حماية البنى التحتية الإنسانية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، مجددةً دعوتها إلى وقف طارئ للأعمال العدائية في اليمن، حيث أدى الصراع الممتد على مدى 4 أعوام تقريباً، إلى حدوث أكبر أزمة إنسانية في العالم مع وجود 22 مليون شخص، أو 75% من إجمالي عدد السكان في البلاد، بحاجة الآن إلى المساعدة أو الحماية، إضافة إلى نزوح مليوني يمني داخل البلاد.

 

مريم وسواها ليسوا مجرد أرقام، أو خبراً يـُلقى جُزافاً في نشرات الأخبار، اليمن اليوم يعيش أزمة إنسانية، هي حياة أشخاص على المحك، ومع ذلك تبتسم مريم وتقول "من حقي ومن شأني أن أعيش في كرامة وسلام".

المصدر: المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

بواسطة :