«بيت شيحان».. قرية منسية تعيش في القرن «التاسع عشر» !
نورس علي
رغم جمال البيئة الطبيعية التي تتمتع بها قرية "بيت شيحان" والأجواء الهادئة البعيدة عن الضوضاء لم ينعم رب الأسرة "نادر حسن" وعائلته بهذه النعمة الربانية منذ عامين متتاليين تقريباً، فلا يمكنه التمتع بالأجواء الصيفية والسهر على شرفة منزله ليلاً لكثرة الحشرات الطائرة والقوارض التي تملاً القرية، والخوف حالياً من الأمراض الوبائية.
"نادر" واحد من حوالي 1000 فرد من سكان وأهالي قرية "بيت شيحان" يعاني من ظاهرة الصرف الصحي المكشوف للعراء نتيجة عدم توفر شبكات صرف حكومية بحسب حديثه لجريدتنا، واقتصاره بالتخلص من المياه الآثنة على الجور الفنية المنزلية، ولم تتوقف المشكلة عند هذا الحد بحسب وصفه بل تعدتها إلى التكاليف والأعباء الاقتصادية الناتجة عن الصرف الصحي المكشوف، حيث يتوجب عليه كواحد من بين مئات العائلات في القرية تخصيص ميزانية خاصة من الدخل الشهري لشراء أدوية مكافحة الحشرات الطائرة التي لوحظ في الفترة الأخيرة نموها بشكل غير طبيعي وحجم مضاعف للمعتاد.
وعود كثيرة وكتب رسمية وافرة قدمت للجهات المعنية من قبل أهالي القرية "بيت شيحان" التابعة بلدية "النقيب" شرقي مركز مدينة "طرطوس" بحوالي أربعة عشرة كيلومتر، للمحافظة على ما تبقى من الطبيعة الجميلة في القرية، وإعادة الألق للسهرات الصيفية التي حرموا منها بحسب حديث "عصام سليمان" من سكان وأهالي القرية، ولكن جميعها ذهب في مهب الرياح، فالأراضي المحاطة بمنازلهم وشوارعهم تحولت إلى مستنقعات بسبب امتلاء الجور الفنية، وانتشرت الروائح الكريهة، وكذلك كثرة الأمراض المنقولة بالحشرات الطائرة من مختلف الأصناف والأجناس، والتي باتت تظهر كظاهرة غريبة في فصل الشتاء.
الحل الوحيد كما يوضح مختار القرية "شادي شيحان" إنشاء شبكة صرف صحي وتحويلها مع عدم توفر محطة معالجة إلى مجرى نهر الغمقة أسوة ببقية القرى المجاورة، التي تصب شبكات صرفها الصحي إلى المجرى الذي أصبح ملوثاً بشكل عام، والابتعاد عن الجور الفنية التي باتت تشكل إرهاق كبير على أغلب العائلات نتيجة تكاليف سحبها وتفريغها بالسيارات المخصصة، علماً أن عمليات السحب غير مجدية وتتكرر كل شهر تقريباً.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: