Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«الشباب السوري».. ضحايا في «السلم» و«الحرب» !

«الشباب السوري».. ضحايا في «السلم» و«الحرب» !

حبيب شحادة

في سوريا قبل الأزمة/الحرب، لم يكن واقع الشباب أفضل بكثير مما هو عليه اليوم، ورغم أن التعليم كان منتشر في كل بقاع الجغرافيا السورية، غير أن مخرجاته وقدرتها على فعل التغيير المجتمعي نحو الأفضل كانت شبه معدومة، لأسباب كثيرة منها انخفاض جودة التعليم وقلة الفرص المتاحة أمام الجيل الشاب. 

أكثر من عشرين عام على إقرار الأمم المتحدة لليوم العالمي للشباب بتاريخ 17 كانون الأول/1999، إلا أن واقع بعض الشباب مازال مُنمط في إطار أيديولوجي يدفع بهم باتجاهات ومسارات محددة، والسواد الأعظم من الجيل الشاب غارق في فقر مدقع، وانعدام لفرص التعليم والصحة. 

كما أتى موضوع عام 2019، لليوم العالمي للشباب، تحت شعار "النهضة بالتعليم"، حيث يسلط شعار هذا العام الضوء على الجهود المبذولة — بما في ذلك جهود الشباب أنفسهم — لإتاحة التعليم للجميع وتيسيره أمام الشباب، فالمراد من اليوم العالمي للشباب لعام 2019 هو البحث في كيفية تركيز الحكومات والشباب والمنظمات المعنية بقضايا الشباب وغيرها من أصحاب المصلحة على النهضة بالتعليم بما يصنع منه أداة قوية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. 

رغم وجود قرار دولي يحض على دعم الشباب، ورغم كثرة الاهتمامات الحكومية بالشباب، إلا أن واقع الشباب ما زال مزري وغير قادر على الاختيار بين خيارات عدة متاحة، ما جعل جيل بكامله كقنبلة موقوتة انفجرت عند أول اهتزاز كبرميل من البارود، خلف الكثير من الضحايا والكوارث نتيجة ضعف التعليم وبقائه منحصر في إطار أيديولوجي مُقولب وغير فاعل.  

هنا فقد المجتمع السوري الكثير من شبابه، سواء بفعل الهجرة، أو الانخراط في القتال، والتجنيد الإجباري، كما فعلت "داعش" و "قسد" اللتان لجأتا إلى تجنيد الأطفال في المعارك، إضافة إلى فقدان الجيل الشاب للتعليم في مختلف المناطق التي كانت مسرح للعمليات العسكرية بفعل قدرة الكثير من التنظيمات على اختراق الجيل الشاب، وزرع بذور التطرف والتعصب في عقله. 

كما تفيد تقارير الأمم المتحدة، بأنّ نسبة الأطفال السوريين العاملين حوالي20% من إجمالي نسبة العاملين، مقارنة بـ 10% قبل الحرب، ما يعني أن عدد الأطفال الذين دخلوا سوق العمل تضاعف في ظل الحرب التي تدور في البلاد. 

واليوم، يوجد 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة في العالم، وهذا أكبر عدد من الشباب على الإطلاق. مع ذلك فإن أكثر من نصف عدد من هم بين سني 6 و14 عام يفتقدون لمهارات القراءة والحساب على الرغم من أن معظمهم يذهبون إلى المدارس والشباب السوري اليوم ليس بأحسن حالاً من واقع غيره فاقداً للعديد من الفرص ومفتقداً للدعم.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: