Friday April 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

نواب الـ«شاورما» و «هز الخصر» في سوريا

نواب الـ«شاورما» و «هز الخصر» في سوريا

 

إذا ما طالعت موقع التواصل الاجتماعي ستجد منشورات يتحدث فيها أصحابها عن قيام أناس يعرفونهم بتقاضي مبالغ مادية تترواح بين ١٠-١٥ ألف ليرة سورية لقاء التصويت لأحد المرشحين في الانتخابات التي جرت يوم أمس، وستجد من يتحدث عن "كرنفالات الشاورما"، التي أقامها هذا المرشح أو ذاك لمن يدلون بأصواتهم لصالحه، فإن صحت هذه الشائعات فلا يجب أن يعتب المواطن أبداً إن قصّر مجلس الشعب في دورته القادمة.

ثم إنّ أحد المرشحين عن "ريف دمشق" تحوم حوله الكثير من الحكايا الغريبة، فهو العائد من "مصر" خلال السنوات القليلة الماضية حاملاً معه ثروة جعلت منه أحد "حيتان السوق"، في وقت رفض فيه كل أبناء عمومته تسوية أوضاعهم مع الدولة السورية وفضلوا الخروج من مدينة "دوما"، إلى الشمال السوري ليبقوا على مناصبهم ضمن ميليشيا "جيش الإسلام"، التي شكلها قريبهم المقتول "زهران علوش"، وقد يكون من غير المنطقي محاسبة الرجل على ما اقترفه أخوته وأقاربه، لكن من الضروري التدقيق بمسيرته خلال الحملة الانتخابية وما أشيع عن شرائه للأصوات والذمم مقابل وصوله إلى كرسي تحت قبة مجلس الشعب.  

إنّ واصلت مطالعة "فيسبوك"، قليلاً ستجد من يتحدث عن احتمالية لنجاح أحد المرشحين الذين دفع مبلغ خمسة مليون ليرة لمطرب شعبي مشهور ليحي حفلاً ساهراً قبل الانتخابات في محافظة "حماة" ضارباً بعرض الحائط كل ما دعت إليه وزارة الصحة لتجنب انتشار فيروس "كورونا"، وهو - أي المرشح- صرف مبلغ ٥٠٠ مليون ليرة سورية ضمن حملته الانتخابية وفقاً لما يشيعه من يتحلقون حوله، وإنّ صحت المعلومات فهل سيقدم هذا المرشح ميزانية حقيقية عن حملته الانتخابية لمجلس الشعب وفقاً لما يقتضيه القانون، وهل ستتضمن هذه الميزانية بنودا تفصيلية عما أنفقه في الولائم و "كرنفالات الشاورما"، و "الخرجية"، التي دفعها لكل من صوت له، وهل ستكون الحفلة التي تحدثنا عنها ضمن أحد البنود..؟.

الأحاديث كثيرة عن كل مرشحي الطبقة المخملية من المجتمع للانتخابات، وان كانت "جريدتنا"، تشير إليها، فإنها في الوقت نفسه لا تتبنى أيا منها، لكن من الواجب الإشارة إلى ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مقربين من هذا الشخص أو أناس تعرف ذاك، أو مما عايشوه خلال يوم أمس، من الضروري أن يتم الوقوف عنده والتدقيق فيه، فشراء الأصوات الذي رأيناه في لوحات "مرايا"، و "بقعة ضوء"، والأفلام المصرية، بات واقعاً معاشاً في سوريا، ولن تنتهي الحكاية بابتسامة على وجه الجمهور بانتهاء المشهد الانتخابي في هذا المسلسل أو ذاك الفيلم، فنحن على عتبة دورة جديدة لمجلس الشعب ستمد لسنوات من معاناة المواطن، بسبب ما اقترفه "المواطن نفسه". 

ثم ما الذي يريده من أنفق كل هذه المبالغ الطائلة من كرسي مجلس الشعب..؟، هل يعتقد هؤلاء أن المواطن سيصدق شعاراتهم في محاربة الفساد والعمل على إعادة الإعمار، ثم إنّ الانتخابات قد مضت وسيكون السوق على موعد مع موجة رفع أسعار جديدة يعوض من خلالها رجال الأعمال ما أنفقوه خلال الحملة الانتخابية سواء كانوا من الناجحين أو مؤجلي تحقيق حلم قبة المجلس حتى إشعار آخر، والأهم بالنسبة للمواطن في هذه المرحلة هو ترقب الإعلان عن اسم من سيكلف بتشكيل الحكومة القادمة، متأملين تبديل بعض الوزراء.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: