الأول من آب.. دمشق لا تسقط
رماح زوان
قبل الوصول إلى الحاجز، كنت أحصي الطابور، كم سيارة تبقى لنصل ونعبر باتجاه "دمشق"، حتى وصل نظري إلى ماء يتبخر من رأس أحدهم، كان قد أفرغ قنينة كاملة على رأسه وكأنه يشتعل، درجات الحرارة ارتفعت مؤخراً بشكل كبير.
وصلتُ إلى حيث يقف، بادرني بالحديث "الحمدلله عَ السلامة" نظرت هنيهة في وجهه المحمرّ من شدة الحر عاجزاً عن الإجابة، وانفجر في داخلي شعوراً بالامتنان والبكاء معاً.
من ريف "دير الزور" إلى صحراء "تدمر" إلى "ريف دمشق" إلى جميع المناطق السورية، بذل فيها الجيش بما فيهم ذلك العسكري "إيّاد" (الذي تعرفت عليه منذ الصغر وتفاجأت بوجوده على الحاجز) كل ما يملك من جهد وصبر لينفذوا مهامهم.
كان "إيّاد" قد بادر ليسرع في خدمته العسكرية عام 2011 تلبية منه للواجب حينها، لتحسسه الخطر الذي يحيط بالبلاد، حتى امتدت خدمته إلى يومنا هذا.
يمر الأول من آب الذي يصادف الذكرى 74 لتأسيس الجيش العربي السوري عيداً وطنياً على شاشات التلفزيون ومواقع التواصل، يتناقل السوريون خلالها عبارات المحبة والشكر لعناصر الجيش والقوات المسلحة على بطولاتهم، إلا أن مزيج الذكريات في ذوات الجنود وحدها التي تجمع بين الحزن على رفاق السلاح الذين قضوا خلال معارك التحرير، والاطمئنان بعد إنقاذ البلاد من سيناريو لو نجح لما بقيت سوريا، مع استمرار المعارك في سبيل تحرير المناطق المتبقية تحت سيطرة الجماعات المسلحة خاصة في ريفي حماه وادلب.
كما سبق العيد السابع والأربعون للجيش مرسوماً تشريعياً رقم 15 للعام 2019، أصدره الرئيس الأسد، القاضي بإضافة مادتين جديدتين إلى قانوني الخدمة العسكرية وخدمة عسكريي قوى الأمن الداخلي تضمنتا تعريفا شاملا للمفقود و الشهيد، كما عدل المرسوم بعض الأحكام التفصيلية المتعلقة بمعاشات المفقود.
المرسوم عرف المفقود بأنه: العسكري الذي لم تعرف حياته من مماته، أو أنّ حياته محققة ولكن لا يعرف له مكان وذلك بسبب الحرب أو العمليات الحربية أو الحالات المشابهة لها أو على يد عصابة إرهابية أو عناصر معادية أو بسبب الخدمة العادية، كما عرف الشهيد بأنه: العسكري الذي قضى نحبه إثر إصابته بسبب الحرب أو العمليات الحربية أو على يد عصابة إرهابية أو عناصر معادية مباشرة أو نتيجة تفاقم اصابته.
وعدَّ المرسوم كل مفقود تحققت واقعة فقدانه اعتباراً من تاريخ 15/3/2011 بسبب الحرب أو العمليات الحربية أو على يد عصابة إرهابية أو عناصر معادية، شهيدا بعد أربع سنوات من فقدانه وصدور حكم بوفاته.. كما شمل المرسوم تعديل بعض المواد من قانون المعاشات العسكرية وقانون معاشات عسكريي قوى الأمن الداخلي، المتعلقة بالأحكام التفصيلية الخاصة بمعاشات المفقود بجميع حالاته، والراتب الذي يتم على أساسه حساب المعاش المستحق لذويه وفقا لتاريخ الفقدان.
آلاف الشبّان في الجيش السوري ومن ورائهم عوائلهم، شكلوا سدّا منيعاً لمنع تداول خبر واحد "دمشق سقطت" ، فكانت الحقيقة الوحيدة الثابتة في هذه الحرب "دمشق لا تسقط".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: