في اليوم العالمي لمكافحتها ...ماذا عن عمالة الأطفال في سوريا؟

محمد الواوي
يقبل علاء وهو لا يتجاوز الثالثة عشر من عمره على تعلم مهنة «النجارة»، فالظروف أقسى من الطفولة، ولا بد من إتقان مهنة تقي عائلته الكبيرة من الجوع.
علاء ليس إلا واحداً من بين عشرات الأطفال الذين يمكن أن تصادفهم في شوارع العاصمة وضواحيها، يعملون في مِهن شتى لتأمين لقمة العيش بغض النظر عن كل المخاطر وإن كان العمل على حساب التعليم والصحة.
وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن نحو 168 مليون طفل حول العالم تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات حتى 18 سنة يعملون، ويشارك 85 مليون منهم في أعمال خطرة، وبالطبع لا يوجد أرقام دقيقة رسمية عن عمالة الأطفال في سوريا باستثناء تقديرات المنظمات الدولية.
وفي سؤال موجه للأخصائي التربوي والنفسي "حسام سليمان الشحاذه" حول ظاهرة عمالة الأطفال في المجتمع سيما خلال الأزمة السورية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال الذي تحييه منظمة العمل الدولية، فقد بيّن لـ "جريدتنا" بأنها نتاج لواقع اقتصادي واجتماعي سيء تعيشه الأسرة، كما أدت الأزمة إلى تفاقم حجم هذه الظاهرة وانتشارها بنسب ليس من السهل تجاهلها، كحالة التهجير من المنزل، وما رافقها من سوء الحالة الاقتصادية للأسر المهجرة، وما رافقه من تخريب البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، وزيادة نسب التسرب الدراسي، وانتشار الأمية بين الأسر ذات المستوى الاقتصادي والاجتماعي المتدني.
وحول مسؤوليات القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لاحتواء ظاهرة عمالة الأطفال أجاب الشحاذه: بالرغم من أهمية الجهود المبذولة من كافة القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الشعبية، إلا أنها لم ترق لمستوى المشكلة، فلا زالت الخطط والبرامج الموضوعة لحماية حقوق الأطفال ورعاية الطفولة – فترة الأزمة السورية - على هامش الأولويات، لغياب الشمولية في المعالجة، ونقص الفهم الحقيقي للمسببات، فالحلول الموضوعة من قبل الجهات المعنية حلول آنية (وجبات غذائية، تأمين سكن مؤقت، رعاية صحية..) دون السعي إلى وضع خطط وبرامج على المدى المتوسط والطويل، ودون وضع آليات لمراقبة الحالات التي تم علاجها، أو التي عولجت وارتدت إلى العمالة المبكرة، فهل وضعت خطط وبرامج لعلاج ظاهرة التسرب المدرسي خلال الأزمة السورية ؟ وما نسبة نجاحها ؟ وهل وضعت برامج لمحو الأمية الأسر ؟ وما نسب نجاحها؟.
وفي رده عن سؤال حول خطورة ظاهرة عمال الأطفال وتأثيرها السلبي على المجتمع السوري ؟، أجاب الشحاذه بقوله: في الدول المتحضرة تعتبر ظواهر (الأمية، التسرب الدراسي، عمالة الأطفال، أطفال الشوارع، جنوح الأحداث..) مخاطر تهدد الأمن القومي الداخلي، على اعتبار أن هؤلاء الأطفال قد ينمو لديهم ميول مضادة للمجتمع، وقد يتم استغلال هؤلاء الأطفال في نشاطات غير قانونية ومشبوهة، ويستطرد الشحاذه بقوله: لم أجد جهة مسؤولة اعتبرت ظاهرة عمالة الأطفال خطراً يهدد الأمن القومي الداخلي لسورية، فهم في المستقبل يمكن أن يشكلوا قنبلة بشرية موقوتة للجنوح نحو الجريمة أو تعاطي المخدرات أو العنف.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: