Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

استروا على بناتكم

استروا على بناتكم

حسان يونس

لم يتردد أحد الإعلاميين الذي يوصف بال "حليوة" بكتابة منشور لا يمكن وصفه إلا بمنشور داعشي من إرهابي هارب من جبال تورا بورا، ليحذفه بعد لغط وانتقادات، طبعاً وهو الواجهة الجميلة لبرنامج صباحي يقدمه مع فتيات "عاريات" كما يصنفهم الإعلامي الحليوة.

مناسبة كتابة المنشور كانت حملة بدأت في بعض الدول العربية، ووصلت إلى مدينة حلب بتوزيع أوراق في الشوارع تحمل عبارة "استر بنتك خلي الناس تصوم"، والتي يدعو فيه أصحابها إلى احترام قدسية الشهر الرمضاني بالظهور المحتشم، ومع الجدل الذي رافق الحملة وما أثير عنها على صفحات الفيسبوك، أطلّ الإعلامي المذكور بكلام يخرج العيون من محاجرها، حيث بدأ المنشور بجملة "افضح بنتك وزلطها وخليها عارية" كرد على من ينتقد الأوراق التي ظهرت إحداها على زجاج إحدى السيارات في مدينة حلب، ومع إيماءات تذاكي وضحكات تشات لا تدل إلا على فكر ضحل وعقل متحجر مكسو بإطلالة عصرية.

السقطة الأكبر للإعلامي كان في الكلام التوجيهي عن حرية من يطلق هكذا حملات بقوله "الناس حرة تطلق أي فكرة أو مطلب..استر بنتك زوجها كبسها مخلل زلطها وخلينا نتفرج عليها" ..فهو ليس فقط يتكلم عن النساء بمنطق جاهلي، فهو يدعو بشكل علني إلى التحرش بمن "تتزلط" على حد تعبيره، فالقارئ لكلامه يظن للوهلة الأولى أنه صادر من أحد الشباب المتسكعين على جوانب الطرقات، وليس من إعلامي يحاضر بطلاب كلية الإعلام لمدة ثلاث ساعات، "كما يظهر في صفحته"، عن كيفية شبك اليدين والضحك بالعيون لإظهار الجاذبية في برنامج عميق الأفكار يبدأ بالأبراج ويختمها بالطبق اليومي.

"قولاً واحداً" لا عتب على كل من يروج للتكفير والإلغاء، طالما من يُعتبر الواجهة الثقافية والإعلامية في البلد،  يروج لثقافة شارع سوادوية تتستر بالدين والالتزام لتمرر أفكاراً سامة في زمن انتقلت فيه تلك الأفكار إلى حد إراقة الدماء.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: