Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«الطابور الخامس» وحكاية معيشة المواطن السوري !

«الطابور الخامس» وحكاية معيشة المواطن السوري !

نورس علي

«ما بين طابور الصراف الآلي وطابور الغاز وطابور السكر والرز قضينا معظم وقتنا، وبالأخير بسألك رب العمل ليش عم تهرب من دوامك كل يوم»، هيك ببساطة يقضي معظم السوريين أوقاتهم اليومية متفرغين ومتناسين كل مجريات الحياة الأخرى، حيث لم يبقى هم لرب الأسرة كما يقول "باسل وفيق" إلا الحصول على دور في أي طابور معيشي يومي.

"الطابور" اسم شاع في بداية الأزمة الحالية المستمرة منذ ما يقارب عشرة سنوات، وتكنه بالطابور الخامس، وهنا يسأل رب الأسرة "يوسف رزق" «ألا يمكن تسمية طوابير البحث عن لقمة العيش بالطابور الخامس مثلاً، وهل هذا أمر مقصود من قبل الجهات الحكومية لقتل وقت المواطنين وإشغالهم عن الأمور الأخرى التي نَصَبَ بعض المتفلسفين والسياسيين والاقتصاديين أنفسهم الرعاة الحقيقيين لها».

بينما "عز الدين قسام" وهو رب أسرة وقف منذ خمسة أيام على طابور الغاز من الساعة الرابعة صباحاً، عله يفرح قلب زوجته بعيد زواجهم العاشر، وهنا قال: «في الساعة الرابعة صباحاً قصدت مؤسسة توزيع الغاز وكنت أول الواصلين، فأشعلت بعض النيران لأدفئ بها أطرافي التي تكاد تتجمد من شدت البرد، وفي تمام الساعة الخامسة بدأت حشود المواطنين المتقاسمين معي هذا الهم بالتوافد ومشاركتي الدفء، وبحكم خبرتي بهذه الأجواء الحشودية أجهزت ورقتي وقلمي وبدأت أسجل أسماء المتوافدين على دور الغاز، كنوع من عملية تنظيم الدور، وفي تمام الساعة الثامنة والنصف حضر رئيس المركز بسيارته الخاصة وقد بدت على وجه علامات السعادة من مظهرنا، وكأننا نحتشد لرؤيته واستقباله».

وأضاف: «سلمته الورقة وفيها حوالي ثمانين اسم ينتظرون دور الغاز، فمزق الورقة وقال "يلي عمل هي الورقة خليه يسلمكم الغاز، لأن نحنا اليوم بدنا نوزع لذوي الشهداء والجرحى فقط، طبعاً انتظرت مع بقية المواطنين رغم أني لست ذوي شهيد أو جريح، وبدأت طوابير السيارات المدعومة بالتوافد والتسجيل مباشرة وقطع البطاقات العائلية، حتى وصلت سيارة الغاز، فاستلموا هؤلاء المدعومين أول المحتشدين على الطابور، حتى قبل ذوي الشهداء والجرحى، وهنا أيقنت بأني في الطابور لخامس غير المحسوب على أحد».

وهذا ما شاركه به "عبد السلام محمد" حين قال وقفت على طابور الصراف لاستلم راتبي وكان عددنا نحو خمسين مواطن، وبدأ الوقت يمضي ويمضي دون أن يتحرك أحد منا نحو الأمام، فتساءلنا ما السبب؟، فأجاب أحدهم ممن تقدمنا في الطابور، أنه يوجد طابور خامس معه مجموعة بطاقات مصرفية يقبض عن أصدقاءه وأقاربه، فألقيت نظره سريعة عليه لتبين لي معرفته وما طبيعة عمله الوظيفي، والمضحك المبكي أني أعلم أنه يقوم بجمع البطاقات المصرفية ممن لا يرغب بحشر نفسه ضمن الطوابير، ويتقاضى عن كل بطاقة مائة /100/ ليرة عمولة من صاحب كل بطاقة مصرفية، وهذا ما أسس ومهد للطابور الخامس.

هكذا أصبحت معيشة المواطن السوري اليوم طابور الغاز وغداً طابور البينزين وبعده طابور الصراف الآلي وبعده طابور المازوت ووووووو.. ؟!

المصدر: خاص

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: