Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

5000 عائلة تنتظر الإخلاء الفوري

5000 عائلة تنتظر الإخلاء الفوري

محمد الواوي

بات سقوط الأبنية في حلب مسلسلاً يتكرر بحلقات مؤلمة، فالمنازل التي نجت من الحرب والقذائف تنهار اليوم جراء التصدعات والتشققات، فقد سقطت الحجارة وارتقت معها أرواح بريئة، وتوفي منذ أيام حوالي سبعة أشخاص من عائلتين كانتا تسكنان مبنى متصدعاً مكوناً من أربعة طوابق في حي صلاح الدين، وما زال المشهد المأساوي يتكرر اليوم بانهيار أبنية جديدة وشبح الموت يحوم في المكان.

وفي تصريح لـ"جريدتنا" ينوه المهندس مروان الحاف (المنسق التنفيذي في مجلس مدينة حلب) بأن هناك خمس مديريات خدمية في مدينة حلب تضم الأبنية الأكثر خطورة والآيلة للسقوط، وهي باب النيرب والأنصاري، وقاضي عسكر، وجزء من مركز المدينة، وحي السليمانية، وآخر من المدينة القديمة، وهي بمعظمها بيوت عربية، ومناطق مخالفات أو أبنية عشوائية بنيت منذ أكثر من 30 عاماً دون وجود ضوابط إنشائية، كما أنها تضررت خلال الحرب وبفعل الأمطار ما أدى إلى تصدع في هذه الأبنية.

 ويضيف المهندس الحاف بأن المحافظة عقدت اجتماعاً موسعاً، وخلص الاجتماع إلى إيواء العائلات المتضررة في مناطق إيواء مؤقت هي (هنانو) و(بستان الباشا)، وتقدر إحصائيات مديريات خدمات تلك المناطق بأن هناك بين 4 آلاف و 5 آلاف عائلة سيتم إخلاؤها، حيث أخلي عدد صغير منهم في حين توجه البعض إلى أقرباء في مناطق أخرى.

ويبين المهندس الحاف بأن بيوت السكن المؤقت أصبحت جاهزة لاستقبال الناس لمدة 6 أشهر، ريثما يتم إيجاد حل مناسب.

من جهته يوضح المهندس الاستشاري محمد العويس في لقاء مع "جريدتنا"، أن هناك مجموعة من الأبنية غير المدروسة هندسياً في مناطق المخالفات، كما تم خلال الأزمة بناء طوابق إضافية لبعض المباني أو تعرض بعضها لقذائف ومعالجتها بطرق غير هندسية، ما يجعلها عرضة لأي خلل قد يحصل بها سواء كان هذا الخلل من العنصر الإنشائي نفسه، أو من تضرر في شبكات المياه و الصرف الصحي التي تساهم في حصول تسريبات فيها وغمر جزء كبير من تربة التأسيس، وهو ما يفضي إلى هبوط تفاضلي بالأساسات ينتج عنه تشققات و تصدعات أو ميلان في المبنى حتى الانهيار.  

ويذكر المهندس العويس بأن مؤشرات الانهيار تظهر أولاً في داخل البيوت على هيئة شقوق و تصدعات وبالتالي تقع مسؤولية الإخطار عن حالة المبنى بالدرجة الأولى على قاطني البناء بضرورة إعلام الجهات الإدارية التي ستكون مسؤولة فيما بعد للكشف على المبنى و تحديد صلاحيته و درجة خطورته والإجراء الموافق لدرجة الخطورة بالإخلاء أو المراقبة.

ويقترح المهندس العويس عمل حملة إعلامية لتوعية و لفت انتباه الناس لمؤشرات الانهيار كالشقوق في المبنى و غيرها و أن تقوم البلديات بمراجعة وتقييم المباني المخالفة في قطاعاتها و تصنيفها ومراقبة الأبنية المشكوك بها للسيطرة عليها قبل وصولها لدرجة الخطورة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: