Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

رقصة الدولار في أسواق دمشق !

رقصة الدولار في أسواق دمشق !

 كريم مهند شمس

أثار الدولار مؤخراً حماسة الشعب السوري، فبينما كان هو يصعد ويهبط ويرقص بخطى متنوعة للأمام والخلف، أخذ المواطنون يصفقون له ضاحكين، واستمتعوا بالعرض حتى نهايته، ولكن الملفت هو رد فعل تجار أسواق العاصمة من الأمر.

حيث أنهم أظهروا درجة عالية من القدرة على التأقلم، ليطوروا أسلوبهم من "تقريش" السلعة على سعر صرف الدولار إلى ترك الزبون يفعل ذلك بنفسه، أي أنه يخبره ثمن القطعة بالدولار ويتركه هو ليحسبها على الليرة بحسب تسعيرة اللحظة، وذلك بحسب ما قال لجريدتنا "ماجد" أحد تجار التجزئة بمجال الألبسة الرجالية في ريف العاصمة.

وفي التفاصيل، أشار الرجل إلى أن هذه الحالة محصورة بين بعض تجار الجملة ونصف الجملة من جهة وزبائنهم من تجار التجزئة من جهة أخرى دون احتكاك مباشر مع المستهلك الذي يتلقى بدوره فارق السعر ممرراً على ثمن السلعة دون إيضاح، وهو ما يدفعه للإحجام عن الشراء تارة والاكتفاء بتوبيخ البائع في أحيانٍ أخرى.

وفيما يستغل بعض البائعين هذه الفوضى ليقتنصوا أرباحاً خيالية من المواطنين، أوضح "ماجد" أن تضخم رأس ماله لا يخدمه بشيء في مثل هذه الحالات، قائلاً: «على عكس التجار الكبار الذين يحسبون ثروتهم يومياً على سعر الصرف لاعتمادهم على شراء وبيع كميات كبيرة عدة مرات في الموسم الواحد، وضعي كتاجر تجزئة مختلف، فأنا اتسوق مرة بالموسم واكتفي باقي الأشهر بشراء ما ينقص من أنواع».

وتابع حديثه: «لذلك فإن تحول رأس مالي مثلاً من مليون ليرة سورية إلى مليون ونصف مع قيمة ربح ثابت هي خسارة بالنسبة لي لأن ذلك يعني تقلص نسبة ذلك الربح إلى حجم الاستثمار، وبالتالي ارتفاع الأسعار يضرني كما يضر المستهلك، خاصة مع وصول تسعيرة السلعة لحدها الأقصى، فمن سيشتري مني بهذه المنطقة بنطالاً مثلاً إذا رفعت سعره إلى السبعة آلاف ليرة، أي أنها غير قابلة للزيادة منطقياً رغم أن سعرها يصعد ويهبط عند صاحب البضائع».

هذا وشهدت معظم الأسواق أيضاً، حالة من الجمود الاقتصادي، حيث ينتظر الجميع ثبات سعر الصرف، فلا تاجر الجملة يعرض كل بضائعه ولا خطوط الإنتاج تعمل بكل طاقتها، ولا المستهلك يشتري كل ما يحتاج، وحتى في مجالي الصرافة والذهب تراهم يشترون بلحظة وفي أخرى يمتنعون عن ذلك بحسب ما تفيد قراءتهم للأمر، ليبقى الملعب خالياً لهؤلاء الذين يعرفون تماماً كيف يركبون الموجة ويحصدوا الأرباح بغض النظر عن ما يلحقونه من أضرار بالآخرين.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: