الحسكة.. النيران تلتهم آلاف الهكتارات من المحاصيل
عبد العظيم العبد الله
حرائق يوميّة ولمساحات واسعة من المحاصيل الشتوية في مختلف مناطق وبلدات محافظة "الحسكة"، خاصة لمحصولي الشعير والقمح، سببت خسائر مالية كبيرة، وضرراً للمزارعين، الذين يترقبون نتاج جهدهم وكدهم السنوي في هذه الأيام.
وقد عبّر المزارع "حمود العيسى" من أهالي بلدة "تل براك" لجريدتنا عن حزنه العميق نتيجة احتراق كامل مساحة أرضه المزروعة بمادة "الشعير"، والتي تقدر بـ500 هكتار، وأشاد بموقف الأهالي الذين حاولوا بشتى الوسائل إطفاء النيران وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من محصوله، لكن النتيجة النهائية كانت أرضاً قاحلة، سببتها النيران.
حيث بيّن عدد من المزارعين بأن أحد أسباب النيران والحرائق في المحاصيل الزراعية، تطاير شظايا النيران من الجرارات والآليات الزراعية، وهو ما كان في بلدتي "تل براك" و"تل حميس"، حيث احترق أكثر من 2000 هكتار في البلدتين لمحصول الشعير والقمح للسبب المذكور، بالإضافة إلى احتراق أكثر من 1200 هكتار في "ريف الحسكة" وبلدة "رأس العين" نتيجة رمي أعقاب السجائر بشكل عشوائي، حسب شهادة عدد من أبناء المنطقة.
وشهدت الساعات الماضية احتراق أكثر من 1500 هكتار من المحاصيل الزراعية في بلدة "عين عيسى"، حسب ما بيّنه ابن البلدة "صالح الغانم" لجريدتنا وقال عن سببها: «خلال 48 ساعة نشب الحريق في أراضي زراعية مزروعة بالقمح والشعير بأربع قرى من الجهة الشرقية للبلدة، نتيجة تطاير شرارة من الجرار الزراعي وازدادت سرعتها نتيجة الرياح، سببت حريقاً لأكثر من 1000 هكتار، وأكثر من 500 هكتار في قرية المويلح دون معرفة الأسباب».
يؤكد الأهالي والمزارعون بأن تزايد مساحات الأراضي الزراعية المحروقة، جاء نتيجة عدم توفر الآليات الخاصة بإطفائها، وإن توفرت فهي غير مؤهلة بالمهمة، أو تكون بأعداد قليلة، فليس هناك أكثر من إطفائية في غالبية المناطق والبلدات، بالإضافة إلى تسبب الكثير من الأهالي بتلك الحرائق، نتيجة رمي أعقاب السجائر بشكل عشوائي بجانب الطرقات.
ويخشى المزارعون أن تزداد الحرائق خلال الأيام القادمة، وستتحول جميع النباتات والأعشاب التي على الطرقات إلى "يباس"، فتكون مهيّأة بأن تشتعل لأي طارئ، أو شرارة صغيرة من آلية أو أعقاب السجائر، وحينها قد لا تستطيع جميع الإطفائيات أن تطفئ النيران، فقد شهدت إحدى بلدات المحافظة انتقال النيران لمساحة تتجاوز الـ8 كم.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: