كيف واجهت "أفاميا" الحرب في سوريا ؟!
عبد الغني جاروخ
مدينة "أفاميا" الأثرية، الواقعة في بلدة "قلعة المضيق" بالاتجاه الشمالي الغربي من محافظة "حماة"، أمنت بشكل كامل بعد طرد المسلحين في التاسع من شهر آيار الحالي من البلدة بعد 7 سنوات خرجت بها المدينة الأثرية عن سيطرة الدولة السورية، وشهدت خلال هذه الفترة أضراراً كبيرة في أعمدة المدينة نتيجة الاعتداءات من المسلحين وقيامهم بعمليات الحفريات الممنوعة دولياً.
رئيس دائرة الآثار والمتاحف في حماة "عبد القادر فرزات" وفي تصريح لجريدتنا أكد أن «المسلحين استخدموا الآليات الثقيلة في عمليات التنقيب عن الآثار لسرقتها وتهريبها إلى تركيا ما أدى إلى طمس المعالم الأثرية داخل المدينة وأكبر التعديات كانت في الأعمدة حيث كانت المدينة تضم سابقاً 1200 عمود من أندر الأعمدة على مستوى العالم وأهمها تاريخياً وأثرياً نظراً لهندستها الحلزونية الفردية التي تسمح بكسر الضوء وتحويل مساره فضلاً عن التعديات على المسرح والكنيسة وغيرها من الأماكن».
وأضاف "فرزات": «كما قام المسلحون بالاعتداء عل متحف أفاميا الواقع في أسفل المدينة والقلعة الأثرية وهو متحف اللوحات الفسيفسائية، حيث اقتحموا المتحف منذ سنوات وعبثوا بمحتوياته وتم تخريب مقتنياته من كسر أبواب القاعات والمستودعات إضافة إلى تخريب شواهد القبور والأعمدة التيجانية»، مبيناً أن «من أهم ما تم تخريبه هو العمود الزمني الفريد من نوعه والموجود داخل المتحف نظراً لرمزيته التاريخية فهو يقيس المسافة بين مدينة أفاميا الأثرية ومدينة الرفنية الواقعة جنوب مصياف بطول 21 ميلا كما هو مكتوب عليه».
وأشار "فرزات" إلى أن «عددا من العمال الذين كانوا داخل المتحف طيلة سنوات الحرب حتى دخول الجيش السوري وتحرير المتحف من المسلحين قاموا بتوجيهات من المديرية العامة للمتاحف بردم العديد من اللوحات الفسيفسائية بالتراب وتمويهها وحفظ عشرات القطع الأثرية في أماكن سرية داخل المتحف وهذا الأمر أسهم إلى حد كبير في الحفاظ على محتويات المتحف»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن حصر القطع المسروقة إلا بعد إجراء جرد كامل وتشكيل لجنة لذلك».
وختم فرزات بأن «دائرة آثار حماة ستقوم بتوثيق كامل التعديات وأعمال التخريب التي طالت آثار مدينة أفاميا ومراسلة الجهات المسؤولة لمخاطبة الجهات الدولية المعنية عن حماية الآثار عالمياً لفضح الجرائم المرتكبة بحق هذه المواقع وخاصة مدينة أفاميا التي هي قيد التسجيل على لائحة التراث العالمي».
يذكر أن "أفاميا" مدينة أثرية سورية تقع على مسافة 60 كم شمال غرب مدينة "حماة"، وتحتوي على سويات تاريخية ترقى للعصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، ووُجِدت المدينة منذ عهود قديمة جداً، فقد كانت مركزاً حضارياً هاماً بالمنطقة منذ عهد مملكة "أورحلينا" التي أسَّسها الحيثيون في القرن التاسع قبل الميلاد.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: