حبة الكرز أمريكية تتربّع على قالب الحلوى الإسرائيلي
يعكف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توطيد أواصر المحبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتتخذ هذه المحبة شكلاً عُرف في السنين الماضية والتجارب بأنه "تحالف الحمقى مع الحمقى"، وهو ما كان يودي في نهاية المطاف دائماً إلى إراقة المزيد من الدماء، بمقابل مكاسب بسيطة قد تساوي بحجمها قيمة الحروب التي أوقدت النيران من أجلها ..
نتنياهو اليوم يضع يده الأولى في صناديق الاقتراع بإسرائيل، فيما يتشارك مع ترامب توقيع قرارات تبدو غريبة عن السياسة الأمريكية المعهودة منذ نهايات القرن الماضي، وهي تستمد غرابتها من كونها لا ترمي في النهاية إلى تحقيق المصالح الأمريكية بالضرورة، ولا تضع في حسبانها الشعار الأمريكي الشهير "أمريكا أولاً"، فهل يعرف ترامب إلى أين يسير؟
الرئيس الأمريكي وضع مؤخراً حبة الكرز على قالب "الكيك" الإسرائيلي بإعلانه ضم الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة الإرهاب، وبالطبع فإن هذا القرار لن يمر مرور الكرام في طهران ولا في أوساط الحلفاء، إذ أتى الرد الإيراني على جناح السرعة، وتمثّل في تصنيف جميع القوّات الأمريكيّة العامِلة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الأفريقي على قائمة الجماعات الإرهابيّة.
تبادل التصنيف كإرهابيين لا يمكن إلا أن يعكس حالة الصدام والشحن التي تنتاب الأجواء الإيرانية الأمريكية، وما سيؤججها أكثر هو الشروع في تنفيذ المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية ضد طهران الخاصة بمنع الصادرات الإيرانية النفطية إلى الخارج، حينها ستصل حالة الغليان في طهران إلى أقصى درجاتها فما بالك وأن تستمر الولايات المتحدة في الإبحار وفقاً لمشتهى نتنياهو الساعي لاقتلاع النفوذ الإيراني بما في ذلك تحالفاته.
الرئيس الأمريكي اليوم يتطلع لإنتهاء الانتخابات الإسرائيلية بهدوء حتى يستمر في دق المسامير السياسية التي ينصبها نتنياهو لخصومه في الخارج، فالخطوات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة التي توجّت حتى الآن زواجها السياسي بإعلان ما يسمى "صفقة القرن"، وبسط السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان مؤخراً باعتراف واشنطن لم يكن ليتم لولا توافر المناخ السياسي والأجواء السياسية المناسبة في تل أبيب، وصخب الانتخابات التي يمكن تجاوزها وفقاً لمراقبين دون انتظار ما ستؤول إليه النتائج، ذلك أن نتنياهو يحصد وافراً من الترشيحات بالفوز حتى قبل بدايتها، لذا فإن المشاريع الأمريكية الإسرائيلية ستستمر في عهدة ترامب – نتنياهو دون حسيب أو رقيب، وحتى العرب الذين تسابقوا في التطبيع والتهليل لن يكونوا بمنأى عن نتائج هذا الوصال.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: