كمواطن سوري «شو حلمك»!؟
خاص: ديب سرحان
لو كنت أكتب هذه المادة الصحفية قبل نحو عامين، وسألت نفسي حينها عن الحلم الذي أطمح إليه؟ وكان الجواب: منزل، سيارة، زواج، لكان ذلك أمراً طبيعياً، أما إن سألت نفسي الأمر ذاته اليوم، وأعطيت نفس الإجابات، لكان هذا ضرب من الجنون أو ربما "الغباء".
المعادلة اليوم تغيرت بالمطلق، والأحلام تحجّمت، أمور أبسط من ذلك بكثير أصبحت حلم، حقوقنا باتت الحلم، وأساسيات حياتنا اليومية حلم، رغيف الخبز حلم، والرسالة اللعينة حلم.
اليوم، حتى وإن فكرت بالهجرة إلى بلد صديق أو غير صديق -إن سنحت لي الفرصة طبعاً- فكيف سأتعامل مع أساسيات الحياة اليومية هناك؟ كيف سأقضي 24 ساعة دون انقطاع في الكهرباء؟ لا يمكنني تخيّل الفكرة حتى، وهل حقاً لا تنقطع الكهرباء في تلك الدول؟ ألا يعانون من حصار وعقوبات وصعوبة في تأمين المشتقات النفطية اللازمة لعمل المحطات الكهربائية؟!
سمعتُ أن هناك لا يوجد مشاكل في المواصلات، ولا بطء في سرعة الانترنت، ولا سير على الأقدام إلا عند ممارسة الرياضة؛ كل ذلك يمكن التأقلم معه.
لكن قال لي البعض أن الدول العربية الشقيقة والدول الغربية الصديقة لا تعرف البطاقة الذكية، كيف ذلك؟ كيف يؤمنون المواد الأساسية لشعوبهم بطريقة بسيطة وسهلة دون بطاقة ذكية؟ ربما ليس لديهم حرب، أو ربما لا يعرفون الفساد!
بعيداً عن ذلك، لماذا أصبح حلم معظم السوريين الهجرة؟ هل انعدمت الحلول التي يمكن من خلالها تشجيع الشباب على البقاء هنا؟ لماذا أصبح واقعنا أسود ومستقبلنا مجهول؟ أصبح الشيء الوحيد الذي نتيقن من حتميته أن البقاء هنا هو الخيار الخاطئ فقط.
يسأل البعض عن الأمل، ألم يعد موجوداً؟ بالتأكيد لا يزال موجود، لكن هناك من يحاول قتله، كما يحاول قتل كل شيء جميل موجود بداخلنا، هذه البلاد تلفظنا كل يوم، وكل ساعة، هذه البلاد التي تستطيع فيها الحكومة رفع أسعار كل شيء، وتقدم لذلك ألف حجة وبرهان، فيما تعجز عن رفع رواتب موظفيها، وتقدم لذلك ألف تبرير وعذر.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: