تقنين اتصالات وإنترنت تربوي
حبيب شحادة
ربّما أراد وزير التربية عماد العزب استباق استياء الناس من قطع الإنترنت والاتصال، الإجراء الذي اعتادت عليه الوزارة في السنوات السابقة، خلال فترة الامتحانات، بقصره في هذه المرة، فترة القطع على بعض المواد. حيث قال " لن يتم انقطاع الاتصالات والإنترنت خلال امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية بجميع المواد، وإنما سيقتصر انقطاع الاتصالات على مواد معينة".
يبدو أنّ وزير التربية لا يملك رؤية واستراتيجية واضحة لسير العملية الامتحانية، وإلا لما كان صرح بأنّ القطع سيكون فقط على بعض المواد. ثم لماذا بعض المواد؟ ربّما يوحي هذا بأنّ هناك مواد أهم من أخرى، أو أنّه مسموح النقل في بعض المواد، والبعض الآخر ممنوع.
يمكن أنّ وزير التربية استوحى التجربة من فكرة تقنين الكهرباء، حيث سيكون هناك تقنين في الإنترنت والاتصال لبعض المواد وهذا يدل على أنّ الحكومة ككل لا زالت تتعامل مع مختلف المشاكل بطريقة الترقيع والحلول المجتزئة.
والسؤال المشروع هنا، هل يعقل أن تُشل حركة الاتصالات في البلاد حتى وإن كانت جزئية؟ ألا يوجد لدى التربية وكوادرها طريقة أخرى لضبط العملية الامتحانية إلا بقطع الاتصال وتعطيل البلد عن بكرة أبيها من الأمور الإسعافية للإجراءات الأمنية؟ ثم من قال للتربية أنّ كل عمليات الغش تتم عبر التقانة والاتصال، هناك الكثير من عمليات الغش والنقل التي تتم عبر الطريقة التقليدية.
كما أنّ هناك الكثير من المكتبات في دمشق وضواحيها، تنشط خلال فترة ما قبل الامتحانات وخلالها، بعمل "المصغّرات" لكافة المواد لتبيعها للطلاب، ربّما وزارة التربية لا علاقة لها بذلك، وينحصر عملها في التعامل مع حالات الغش أثناء العملية الامتحانية وليس بمحاربة أدوات الغش قبل بدء العملية.
كان الأجدر بالتربية ووزيرها أن تطمئن الطلاب، بأنّ سير العملية الامتحانية سيكون بخير وعلى ما يرام، دون وجود البعض من المراقبين من ذوي النفسية العدائية تجاه الطلاب، ودون تحذير الوزير من أنّ وزارته ستتعامل بحزم مع كافة حالات التلاعب والغش أينما وجدت، وبدون استثناء، وهذه الـ "بدون استثناء" ربّما أهم ما جاء في كلام السيد الوزير.
المصدر: خاص
شارك المقال: