صوت النول السوري يخفق في أوروبا
لم يكن يعلم الحرفي الدمشقي محمد شيخ جبر أنه سيعيد إحياء مهنة البروكار الدمشقي في أوروبا، عندما نقل نوله الخشبي الذي ورثه عن أجداده في رحلة سفره الطويل، ليجعل صوته يخفق في أرجاء البلاد الأوروبية، بعد أن عرفوه من أجداده باسم "داماسكو" نسبة إلى مدينة دمشق.
ويروي جبر أنه ورث هذه المهنة عن جده منذ أكثر من 150 عاماً، عندما تعلمها على يده إلى جانب أسماء مشهورة في المهنة مثل "ابراهيم الأيوبي" و"أحمد شكاكي" في سوق التكية السليمانية بدمشق.
في نهاية 2012 وبسبب ظروف الحرب، اضطر الحرفي الشاب للسفر خارج سوريا، ومنها تنقل بين الأردن وتركيا والنمسا، ليستقر في الأخيرة، ويقرر نقل نوله الخشبي، عبر 4 صناديق من دمشق إلى بيروت، ومن ثم نقله بالطائرة إلى فرنسا، ومنها إلى فيينا، ثم في شاحنة إلى مدينة "إسنابروك" التي يقيم فيها.
ولفت جبر إلى أن نقل النول استغرق حوالي شهر من دمشق إلى إنسبروك، وكانت أصعب المراحل هي نقله من دمشق إلى بيروت، إلا أنه لم يحتاج إلى أي قطعة في النمسا، لأنه شُحن بكامل معداته ومستلزماته، واستغرق تركيبه حوالي أسبوعين، ليبدأ العمل عليه، ويعيد أجواء الماضي.
وكشف جبر أنّ السرّ في صناعة البروكار يكمن في عدد الخيوط الموجودة في السدى وهو الخيط الأساسي في النول وعددها في النول الذي يعمل عليه 7600 خيط، وكل منها أرفع من شعرة الإنسان.
أما عن ردود فعل الأوروبيين على أعماله، فكشف جبر عن إقبال غير متوقع من قبل المجتمع النمساوي خاصة والأوروبي عامة منذ بداية مشروعه عام 2017 مشيراً إلى أنه لم يستخدم خيوط الذهب والفضة لارتفاع التكلفة بل استعاض عنها بالخيوط الحريرية مع المحافظة على ذات النقشات والرسمات، ويقوم بحياكة الكرافات والببيونات والشالات النسائية.
المصدر: مواقع
بواسطة :
شارك المقال: