Tuesday October 8, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الإرهاب الدولي في سوريا يستمر في حصد الأرواح البريئة

الإرهاب الدولي في سوريا يستمر في حصد الأرواح البريئة

شهدت الفترة الماضية عودة تصعيد تنظيم داعش لهجماته على القوات الحكومية السورية في عدة مناطق من البلاد، من خلال تنفيذ عدة هجمات وتفجيرات وكمائن.

هذه الاعتداءات والهجمات المتكررة من قبل داعش فُسّرت من قبل بعض المراقبين بأنها استمرار لوجود بعض الخلايا للتنظيم المتطرف التي لم يتم القضاء عليها بعد، والتي تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار مناطق وجودها، وتنشط تلك الخلايا من حين لآخر في منطقة البادية السورية الممتدة من شرق محافظتي حماة وحمص وصولاً إلى أقصى شرق محافظة دير الزور. 

حيث أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) في وقت سابق من هذا العام وقوع 25 ضحية وإصابة 13 آخرين بجروح جراء هجوم لداعش على حافلتهم في منطقة كباجب على الطريق بين دير الزور وتدمر.

كما أورد موقع روسيا اليوم نقلاً عن صحيفة "سبوتنيك" الروسية في شباط الماضي، من هذا العام أيضاً، أن عدداً من المجموعات التابعة لتنظيم داعش هاجمت بشكل متزامن نقاطاً ومواقع للجيش السوري في بادية الرصافة بريف الرقة. وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصدرٍ ميداني أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات الحكومية وعناصر من التنظيم المتطرف، الذين كانوا يستخدمون درجات نارية، وقد أدت تلك الاشتباكات إلى استشهاد 3 عناصر من الجيش السوري وإصابة 5 آخرين. 

وعلى الرغم من إعلان "قسد"، المدعومة أمريكياً، القضاء تماماً على داعش عام 2019 إلا أن التنظيم لا يزال يخوض حرب استنزاف ضد الجيش السوري من جهة، وضد "قسد" نفسها من جهة أخرى.  

وكانت واشنطن نفسها أيضاً قد أعلنت القضاء تماماً على تنظيم داعش عام 2019، بعد أن قامت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بقصف مدفعي وشن غارات جوية قالت إنها تهدف إلى القضاء التام والنهائي على داعش، إلا أنها مع الأسف تسببت بقتل مايزيد عن 1600 مدني في مدينة الرقة وحدها، حتى أن التحالف نفسه اعترف بقتل 318 مدنياَ في الرقة عن طريق الخطأ، ناهيك عن الخسائر المادية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، والتي جعلت سكان المدينة يصفونها بـ«المدينة المنكوبة».

ومع كل ذلك فجرائم التنظيم استمرت، وعملياته أودت بحياة الكثير من الضحايا من مدنيين وعسكريين منذ تاريخ إعلان القضاء المزعوم على داعش وحتى الآن.

خاض الجيش السوري الكثير من الصراعات و المعارك في إطار تصديه لتنظيم داعش، فقد تصدى له في أكثر من موقع خلال السنوات الأخيرة، تارة لوحده و تارة أخرى مسنوداً بمشاركة حلفائه الروس سواء كانوا خبراء عسكريين أو شركات خاصة كشركة "فاغنر"، و إليهم جميعاً يرجع الفضل في الانتصارات التي تمثلت في تحرير مدينة السخنة، أغسطس 2017، وأيضاً تحرير دير الزور في خريف ذات العام.

وكذلك كان من السهل على مجموعة "فاغنر" أن تسجل انتصارات ساحقة في معركة القريتين التي جرت عام 2016، ويرجع هذا التفوق لجاهزيتها من ناحية التسليح و التدريب المتطور، ولكن في خلال الفترة المنصرمة تم تقليص تواجدهم داخل الأراضي السورية، واقتصر أمر محاربة داعش على الجيش السوري و مساعدة الحلفاء الروس.

يرى بعض الخبراء بأنه من الصعب على الجيش السوري وحده مجابهة داعش خاصة في المناطق الشاسعة في البادية السورية، وفيما يتعلق بحروب المدن فإنه سيكون من الأفضل الاستفادة من تجربة حلفاءهم من موسكو الذين ساعدوهم بالفعل في الماضي على تحرير بعض المدن من براثن داعش.

بعد أكثر من عشر سنوات على الحرب في سوريا، خسر فيها السوريون آلاف الضحايا، إضافة إلى ملايين النازحين في الداخل والخارج، مازال داعش يشكل تهديداً مستمراً على حياة السكان في مناطق شاسعة من شمال وشرق سوريا يصعب ضبطها نظراً لاتساعها وحاجتها لعدد كبير من القوات،  وعلى الرغم من مرور أكثر عام على إدعاء أميركا القضاء على التنظيم الإرهابي، لا تزال منطقة الشمال الشرقي تعاني من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن حيث يتم تسجيل خروقات أسبوعية واغتيالات وتفجيرات وحتى استهداف مزارعين على ضفتي الفرات، الأمر الذي يجبر الناس هناك للكفاح بحثاً عن العمل، ويضطر بعض الأطفال إلى التخلي عن التعليم، ويجعلهم عرضةً للاستهداف والتجنيد من قبل جماعات متطرفة، إضافة للخطر الكبير الذس يسببه سوء التعامل مع أزمة مخيم الهول والتشدد الذي يتصاعد فيه، مما يعني أن بعض العوامل التي سمحت في السابق بظهور الجماعات المسلحة المتطرفة واستيلاء تنظيم داعش على المنظقة لا تزال تحتاج معالجة. فهل يمكن القول الآن إن داعش قد انتهت في سوريا؟

 

المصدر: خاص - وجهة نظر

بواسطة :

شارك المقال: