Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مدارس تحت تهديد الوباء.. التربية تنفي وجود خطة بديلة في حال تفشي «كورونا» !

مدارس تحت تهديد الوباء.. التربية تنفي وجود خطة بديلة في حال تفشي «كورونا» !

 

وسط ظرف استثنائي، ومخاوف كبيرة من انتشار فيروس كورونا بين الأطفال، بدأ العام الدراسي، وهناك مدارس تعيش وكأنه لا وجود للفيروس، بينما التزمت مدارس أخرى بالإجراءات الوقائية، وإن اختلفت تلك الإجراءات بين مدرسة وأخرى، وبين الريف والمدينة.

وزير التربية "دارم طباع" أصدر قراراً بإعادة افتتاح المدارس، والبدء بالعام الدراسي 2020-2021، ابتداءً من يوم الثالث عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، رغم التحذيرات المتكررة من ارتفاع معدل الإصابات في حال عودة المدارس للعمل من جديد، لا سيما تحذيرات عميد كلية الطب البشري السابق "نبوغ العوا"، التي قابلها الطباع بالرفض مستنداً إلى الإجراءات الاحترازية المفروضة من قبل وزارتي التربية والصحة.

عودة مَدرَسيّة حذرة

الأسر السورية، ينتابها القلق بشأن مخاطر العدوى بهذا الفيروس، رغم تأكيدات وزارة التربية في أكثر من مناسبة على توفر كل ظروف السلامة للعودة المدرسية. 

وكان العديد من الأهالي قد عبّروا عن رفضهم قرار العودة إلى المدارس خوفاً على أطفالهم من الإصابة بفيروس كورونا، خاصة وأن الأطفال لا يستطيعون الالتزام بالإجراءات الوقائية، وكذلك لا تستطيع جميع المدارس السورية الالتزام بالتعقيم واستخدام الصابون والمياه، وبالتالي لا يمكن ضمان الوقاية الصحية للطلاب. 

وفي هذا السياق قال د. نبوع العوا العميد السابق لكلية الطب البشري، في حديثٍ لجريدتنا إنّ «البروتوكول الصحي لوزارة التربية، لا يمكن تطبيقه لأن المدارس غير قادرة على توفير الإجراءات الاحترازية المفروضة من الوزارة. لذلك على الأهل تعليم أولادهم الابتعاد الجسماني، والغسيل لليدين، ووضع بخاخ عادي لليدين في شنتاية الأولاد ووضع الكمامة».

لا خطة (ب) بديلة

أما معاون وزير التربية عبد الحكيم الحماد، فصرح لجريدتنا بأنّه لا يوجد أية إشكالية في المدارس، وهي مجهزة بالمعقمات والصابون، والكادر الإداري. وأن العملية التعليمة انطلقت، وهي بخير، ووزارة التربية تبث الوعي في صفوف التلاميذ.

وحيال ما أعدته وزارة التربية لهذه السنة الاستثنائية بسبب انتشار كورونا وتوقع هجمة ثانية، قال الحماد لجريدتنا إنّ «وزارة التربية تعتمد الخطة المعتمدة كما كانت في بقية السنوات السابقة» مؤكداً أنه «لا توجد خطة بديلة للتعامل مع الطلاب والعملية التعليمة في حال تفشي الفيروس، كما دعا لعدم استباق الحالة، بالتساؤل لماذا نستبق الحالة؟».

إجراءات احترازية هزيلة

ورغم أن وزارة التربية أقرّت جملة من الإجراءات الصحية (البروتوكول الصحي) فإن عدداً من الأولياء والأساتذة اعتبروها غير كافية للحيلولة دون تفشي الجائحة، خاصة في ظل الوضع المذري للكثير من المدارس.

إحدى المعلمات في مدرسة بريف دمشق (حرستا) قالت لجريدتنا بإنه «لا يوجد مواد تعقيم في المدرسة للطلاب، وأن مديرية التربية أرسلت أربع علب كلور حجم ٤ ليتر وعدد من قطع الصابون لغسل اليدين»، مشيرةً إلى أن «المدرسة عُقمت قبل انطلاق العام الدراسي بيوم، حيث قام مدير المدرسة بشراء مضخة التعقيم من حسابه الشخصي».

كما نوهت إلى أن معظم مدارس الريف الدمشقي تعاني من عدم توفر المياه بها، وتتساءل كيف يمكن اتباع إجراءات التربية الاحترازية والمياه غير متوفرة؟ ناهيك على أنه من الصعب الالتزام بالإجراءات الوقائية، ووضع كل طالبين بمقعد واحد، وخاصة بمدارس الريف وذلك لقلة الكادر التدريسي ولصغر الصفوف بالإضافة للعدد الكبير للطلاب، بحسب ما تذكر المعلمة. 

أما المدرس علاء ابراهيم العامل في إحدى مدارس منطقة المزة بدمشق، قال لجريدتنا «ما زال الطلاب يجلسون في المقاعد بعدد ثلاثة طلاب بالمقعد الواحد، وبعض الصفوف وصل عدد الطلاب بها إلى أكثر من ٤٠ طالب».

وفي وسط دمشق، تحديداً في مدرسة روفيدا الإسلامية بمنطقة "باب سريجة"، قال "حسام جزائرلي" أحد الطلاب في الصف السادس لجريدتنا «بإنّ المدرسين يمنعون الطلاب من ارتداء الكمامة أثناء الدرس، وبأن وسائل التعقيم شبه معدومة».

يقول مصدر في تربية ريف دمشق رفض ذكر اسمه لجرديتنا إنّ «مديرية تربية ريف دمشق غير قادرة على التعامل صحياً مع الطلاب والمدارس، ذلك لضعف مديريات الصحة المدرسية، وعدم قدرتها على الوصول لكافة المدارس»، مشيراً إلى أنه «هناك بعض المدارس تفتقد لإمكانية تنفيذ أية نشاطات صحية فيها».

معد التحقيق وخلال جولته على عدد من مدارس دمشق، لاحظ بدء انخفاض الإجراءات الاحترازية المتبعة بشكل تدريجي منذ الأسبوع الثاني للدوام المدرسي، وعلى الرغم من إعلان وزارة التربية إلغاء الاجتماع الصباحي اليومي إلا أن الازدحام المعروف في الممرات وباحات المدارس لا يزال قائماً، إضافة لدخول الطلاب وخروجهم العشوائي والاختلاط الملحوظ في الصفوف المدرسية، الناتج عن الازدحام الطلابي في الصف الواحد في جميع المدارس.

ورغم الواقع المتردي في مدارس العاصمة دمشق، إلا أنها كانت الأفضل بالمقارنة مع مدارس ريف دمشق، التي غابت عنها الإجراءات الاحترازية بشكل كامل.

مصادر متعددة في مختلف مدن ريف دمشق، أكّدت لجريدتنا أنّ عمليات التعقيم والنظافة غائبة تماماً عن مدارس مدنهم.

كورونا يصيب الأطفال

في بداية شهر أيلول/ سبتمبر، حذر د. نبوع العوا، من خطورة عودة المدارس وخصوصاً في المرحلة الابتدائية واقترح تأخير إعادة الطلاب من المرحلة الأولى للمدارس لمدة 15 يوماً وعودة مرحلة الإعدادي والثانوي الآن، وذلك بغرض مراقبة منحنى الإصابات خلال ال 15 يوم باستمراره بالشكل الأفقي لإمكانية عودة الطلاب إلى المدارس دون الخوف، بحيث لا تتعرض جميع العائلات السورية للإصابة ويتصاعد المنحنى.

ولم يمضي أقل من عشرة أيام حتى اعترفت مديرية الصحة المدرسية في وزارة التربية، في العشرين من أيلول/سبتمبر الجاري، بتسجيل أول إصابة بفيروس كورونا لطالبة في الصف الخامس الابتدائي، في إحدى مدارس العاصمة دمشق.

وقالت مديرة الصحة المدرسية "هتون الطواشي" إن فريق الترصد والتعامل مع مصابي كورونا، أجرى المسحات الطبية اللازمة للكشف عن الإصابة، بعد ظهور أعراض الإصابة على الطفلة، مبيّنة أن النتيجة أكّدت إصابتها بالفيروس.

وقالت الطواشي إن العدوى انتقلت للطفلة من خارج المدرسة، لاسيما أنه يوجد إصابات بين أفراد عائلتها، مشيرةً إلى أن الأعراض ظهرت على شقيقة الطالبة المصابة في الصف ذاته، مشيرةً إلى أن الصحة المدرسية أصدرت قراراً بإغلاق الصف لمدة خمسة أيام، ومراقبة الوضع الصحي للطلاب من قبل فريق الترصد، إضافة لمنح معلمة الصف استراحة منزلية لمراقبة وضعها الصحي.

وتشير المعلومات المتوفرة بتسجيل 10 إصابات "كورونا" في مدارس دمشق والسويداء واللاذقية، في حين وصل عدد الإصابات المسجلة في البلاد لتاريخ 27/أيلول /سبتمبر، إلى 4038 حالة، منها 1048 حالة تعافي، و188 وفيات.

حيال ذلك يرى د. نبوع العوا في حديثٍ لجريدتنا أنّه «من المتوقع مع بداية الشتاء والبرد، أن يصبح هناك انفلونزا، وتختلط الأمور ببعضها»، مشيراً إلى أنه «ليست كل المدارس قادرة على تحقيق التباعد والتعقيم، ما يعني توقع حدوث إصابات في المدارس السورية».

ويضيف إن «هناك دول مثل لبنان والأردن حدثت بها إصابات عالية، وأغلقوا المدارس خوفاً من انتشار كورونا وهناك هجمة ارتدادية بدأت منذ أيام، بعد فترة أسبوعين من الاستقرار في الحالات المصابة. ونحن لسنا بمعزل عن العالم، ومن المتوقع حدوث إصابات في المدارس». 

يُذكر أنه بالرغم من انطلاق العام الدراسي في موعده المحدد إلا أنّ معظم المدارس لم تبدأ بإعطاء الدروس وذلك لعدم توفر جميع الكتب في المدارس وفي مستودع الكتب، فضلاً عن الكتب الممزقة والمستهلكة التي وُزعت على الطلاب، بحسب عدد من الأهالي التقتهم جريدتنا.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: