بدائل لاستمرار الحياة
خلقت الأزمة / الحرب السورية بفعل تداعياتها الاقتصادية بدائل للناس تتعامل بها وفقاً لقدرتها المادية في مواجهة مختلف أصناف المشاكل التي تعترضها. ومن هذه المشاكل المكلفة مادياً مشكلة الصحة وما يتعلق بها من أمراض تتطلب زيارة للطبيب لتلقي العلاج اللازم إلا أن انخفاض مستوى المعيشة إن لم نقل انحدارها دفع العديد من المواطنين لحل هذه المشاكل بأقل تكلفة ممكنة.
يشرح لنا معاذ جمعة أبو يامن معاناته في مراجعة الأطباء من طبيب الأطفال لأبنائه إلى طبيب النسائية لزوجته وصولا إلى أطباء القلب والضغط والسكري لأبويه. يقول تتراوح كشفية أي طبيب ما بين 5000 و 10000 ليرة سورية دون أي مراوغة. وهذا ما لا يتناسب أبداً مع الحد الأدنى الدي نعيش به من جهة والراتب الوظيفي من جهة أخرى.
واقع أصبح مُجهداً ومستنزفاً لمدخرات الناس بشكل كبير، ما دفع بالعديد منهم لاتباع سياسة تحييد زيارات الأطباء والاستغناء عنها ببديل لا يكلف سوى سعر الدواء فقط.
ففي إحدى صيدليات منطقة المزة، صرح أحد الصيدلانيين لجريدتنا بعد سؤاله عن طريقة صرف الدواء لبعض الأشخاص دون وجود وصفة طبيب مُختص، فقال، "يا أخي هناك الكثير من الناس التي لا تمتلك المال للذهاب لعيادة الدكتور، فتشرح لي ما يحدث لها، وبناء عليه أصرف له الدواء المناسب".
ومرد سؤالنا للصيدلي يعود لحدوث ذلك أمامنا، حيث كان هناك شخص يعاني من ألم في مفاصله، ويشرح للصيدلاني ما يحدث معه، وعند الانتهاء وصف له الدواء المناسب دون نصحه بمراجعة الطبيب المختص.
لكن الصيدلاني قال أيضاً بأنه لا يستطيع التدخل دوائياً ببعض الأمراض من قبيل القلب والضغط والسكري وغيرها من الأمراض التي قد تؤدي لأضرار جانبية في حال أخذ المريض الدواء دون وصفة طبيب مختص. مشيراً إلى أن هناك الكثير من الناس التي تأتي إليه بغرض أخذ دواء لمرض ما دون وجود وصفة طبية. لكنه يمتنع عن إعطاء ذلك الدواء على مسؤوليته.
مشاهد كثيرة ما زالت تتكرر في حياة السوريين دون قدرتهم على فعل حل جذري لها، ما دفع بهم للتوجه نحو أقل الخيارات تكلفةً للبقاء على قيد الحياة ولو بشكلها الأبسط، في ظل عدم وجود ضوابط تحدد تسعيرة محددة لمراجعة الأطباء في عياداتهم الخاصة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: