Friday March 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

عن «تهامة بيرقدار».. هل تجبُّ «التسوية» عما سبق ؟!

عن «تهامة بيرقدار».. هل تجبُّ «التسوية» عما سبق ؟!

استقبل الإعلام السوري "تهامة بيرقدار"، كناشطة في العمل الإنساني في سوريا، بعد أن كانت إحدى مذيعات قناة "أورينت"، التي تندرج تحت مسمى "المعارضة" لـ"دمشق"، وهي القناة الأكثر هجوماً فيما يخص الملف السوري، لدرجة تفوقت فيها على مجمل القنوات الخليجية بما في ذلك قناة "الجزيرة"، والطريف أن الحديث عن ظهور "تهامة"، عبر "الشاشة السورية" يترافق بمصطلح "عادت لحضن الوطن"، وإن وزارة الإعلام قد تذهب نحو التبرير المطلق لاستقبال الناشطة القادمة للعمل في الشق الإنساني في سوريا، ولن نسأل من يمول عملها الإنساني ويدعمه.

الحادثة غير المهمة تذكر بحوادث مهمة جداً، كان الصحفيون فيها عرضة للسجن من قبل فرع الجريمة الإلكترونية دون تقديم أي دعم أو حماية لهم من الوزارة المختصة، لكونهم قاموا بما يسميه القانون بـ "جريمة إلكترونية"، وهو القانون الذي من المستغرب تطبيقه على الأخبار المنشورة عبر وسائل الإعلام الإلكترونية، أو حتى من قبل بعض الصحف، والأمر يجعل المقارنة موجعة للعامل في مهنة الصحافة، فكيف يكون من بقي في الأراضي السورية متحملاً كل الخطر القائم على عمله كصحفي، مضافاً إلى ذلك متاعب الحياة وقلة الدخل وارتفاع الأسعار، عرضة للاتهام بـ "وهن عزيمة الأمة"، أو "ارتكاب جريمة إلكترونية"، لأنه كتب مقالاً أو خبراً عن قضية ما، في حين أن من قرأت أخباراً تشتم الدولة السورية وتهين الشعب الذي بقي فيها، وتسفه من دم "الشهداء"، عن كامل قناعة حتى العام 2015، تستقبل في "حضن الوطن"، وتحول إلى بطلة في العمل الإنساني.

لسنا ضد المصالحات وعودة الضالين إلى الصواب، لكن ليس من المنطقي في شيئ أن يتم تحويلهم إلى أبطال ووطنيين، من خلال ظهورهم عبر التلفزيون الرسمي، كما أن التبرير الذي ساقته المذيعة التي أجرت الحوار بأنها لم تكن تعرف خلفية الضيفة، يزيد من "الطين بلة"، ويشير إلى مصيبة تكمن في آلية اختيار المذيعين والمذيعات في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الرسميين، كما أن التبرير بهذه الطريقة يزيد من استسخاف المتابع، الأمر الذي لا ينسجم وشعار "ساعدونا لنصير أحسن"، الذي أطلقته وزارة الإعلام طالبة من المواطن المساعدة في تحسين "الإعلام السوري" من خلال توجيه الملاحظات.

لا يمكن المقارنة بين تسوية أوضاع المسلحين الذين كانوا يقاتلون الدولة السورية مع الشخصيات التي يمكن وصفها بـ "العامة"، التي تحاول العودة إلى البلاد بعد تسوية أوضاعها، فالمقارنة ستوجب الحديث عن عدم ظهور أي مسلح على شاشة التلفزيون الرسمي لينظر في إنسانيات العمل الطوعي وضرورات التكاتف والتلاحم بعد سنوات من القتال، على الرغم من أن بعض الفصائل التي سوت وضعها مع الدولة السورية قاتلت على جبهات خطرة لصالح الدولة مثلما ما حدث في منطقة "حوض اليرموك"، بريف درعا الغربي.

إن تبرير استقبال "تهامة بيرقدار"، عبر وسائل الإعلام الرسمية السورية، لن يزيد الأمر إلا سوءً، وعلى القائمين على "الشاشة السورية" تقديم الاعتذار كما فعلوا حين مرور لقطة في مسلسل كرتوني لفتاة "عارية الصدر"، فالمقارنة بين الاعتذار عن خطأ يمكن وصفه بـ "التافه"، تجاوباً مع ردود أفعال الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع حدث مثل استقبال مذيعة مثل "تهامة بيرقدار"، يوجب على إدارة "التلفزيون السوري" بالمعايير التي تضعها لما يعرض على "الشاشة الوطنية".

في الختام، يجب التحقيق مع معد الفقرة لمعرفة من رشح "بيرقدار"، لتكون ضيفة على "شاشة الوطن"، فإن "كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم" !

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: