توزيع المازوت... خيار وفقوس !
حبيب شحادة
ما زال "أبو أحمد" ينتظر اتصالاً من شركة المحروقات بفارغ الصبر، حيث سجل منذ حوالي الشهر على مازوت التدفئة، ولم تتصل به الشركة حتى اليوم، علماً أنّ مدير شركة المحروقات صرح بأنّه بمجرد التسجيل على المادة يحصل الُمسجل عليها في اليوم التالي.
ورغم أنّ مشروع البطاقة الذكية يهدف إلى توزيع المازوت المنزلي على المواطنين بشكل عادل، إلا أنّ ذلك يبقى كلاماً نظرياً غير مُطبق على الواقع العملي، حيث ما تزال أغلب الأسر السورية بلا مازوت تدفئة حتى اليوم، علماً أنّ عملية التسجيل والتوزيع بدأت منذ بداية الشهر التاسع/أيلول/.
كما خصصت شركة المحروقات 500 صهريج في "دمشق"، و350 في ريفها، إضافة لصهاريج في بقية المحافظات لتوزيع المادة بشكل يلبي حاجة المواطنين.
وكان مدير شركة المحروقات، "مصطفى حصوية"، قال في تصريح له «أنّه وبمجرد البدء بالتسجيل للحصول على المادة في 1 أيلول، ستقوم فروع الشركة بإجراء إحصائية يومية لعدد المسجلين، وفي اليوم التالي ستبدأ عملية التوزيع»، مؤكداً أنّ المادة موجودة ومتوافرة لدى شركة المحروقات.
وطالما أنّ المادة متوفرة، وخصص 500 صهريج لـ"دمشق"، يتساءل العديد من مواطني حي المزة، لماذا لم تصلهم مخصصاتهم حتى اليوم؟، ولماذا لم تبدأ عملية التوزيع لهم في اليوم التالي لتسجيلهم وفقاً لكلام حصوية؟
يقول "أبو أحمد" أحد سكان حي المزة لجريدتنا، إنّه «سجل على مازوت التدفئة منذ 1/9 وحتى اليوم لم يصله المازوت»؟.
ويضيف إنّه «اتصل بشركة تكامل المشرفة على البطاقات الذكية عبر الرقم الموجود على بطاقته، واستفسر حول سبب التأخير، ليكون الجواب بأنهم سوف يسجلون له "شكوى"».
يتابع، "أبو أحمد"، «وماذا تنفعني الشكوى، هل تُعطي الدفء لأولادي؟ ويستذكر بأنّه في العام الماضي لم يستطع تعبئة مادة المازوت عبر بطاقته الذكية، مكرراً احتمال حدوث ذلك معه لهذا العام».
بالمقابل هناك من سجل على مازوت التدفئة، وحصل على الكمية المخصصة له، وهناك من لم يحصل عليها بالرغم من أنّ تاريخ التسجيل مُتقارب جداً، يضيف "أبو أحمد"، «بإنّ جاره سجل على المازوت بوقت لاحق لتسجيله، مع ذلك أتى الصهريج وعبء له فقط»، ويضيف، «وعندما استفسرت من سائق الصهريج عن دوري بالتعبئة وأنا المُسجل قبل جاري؟" فأجابه، لا يوجد لك اسم بالقائمة التي أحملها اليوم».
ويرجع ذلك أبو أحمد إلى الواسطة والمحسوبيات التي يتعامل بها أصحاب الصهاريج.
لا يخلو أسبوع من تجوال صهاريج المازوت في منطقة المزة، ومع ذلك لا يزال أبو أحمد ينتظر تعبئة المازوت لتدفئة أطفاله في فصل الشتاء الذي سيطرق أبواب السوريين قريباً، معاناة تتكرر كل عام، والمسؤول عنها يُلقي التصريحات بتوفر المادة والصهاريج الناقلة لها، لكن دون جدوى.
ومن المفارقة أنّ أصحاب الصهاريج يملكون مازوت للتعبئة لأي شخص، لكن بالسعر الحر.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: