Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

صوت الرصاص في إدلب يطرق مسامع الميليشيات الكردية

صوت الرصاص في إدلب يطرق مسامع الميليشيات الكردية

 خاص

تدخل الأزمة السورية فصلاً جديداً وحاسماً مع اقتراب ساعة معركة إدلب وريفها في الشمال، والتي ستفرض بنتائجها القواعد الأساسية التي ستحكم نهاية الأعمال العسكرية في البلاد، حيث تشير كل المعطيات إلى أن توقيت العملية بات قريباً أكثر من أي وقت مضى لا سيما مع الحشود الضخمة للجيش السوري في الشمال، والتي تستعد لضرب كل التنظيمات بلا استثناء حتى تلك التي تراجعت عن تعنتها وقررت السماح للدوريات الروسية بالمرور مع حمايتها، تنفيذا لاتفاق روسي تركي أواخر العام المنصرم، كان المفترض أن يدخل حيز التنفيذ آنذاك، لكن التنظيمات اختارت توقيتها الآن وهو الأمر الذي رفضه الروس بشكل قاطع .. 

وترتبط نتائج المعركة في الشمال بالضرورة بملف المنطقة الشرقية، إذ أن الرصاصة التي ستطلق في الشمال سيُسمع صوتها في الشرق، وذلك إن أراد قادة الميلشيات الكردية المدعومة أمريكياً الدخول في حرب تؤكد دمشق أنها "لن تكون في صالح الميليشيات المخدوعة بالتحالف الوهمي مع واشنطن"، مع الأخذ بعين الاعتبار الخيارات التي حددها الرئيس السوري بشار الأسد للميلشيات الكردية والتي حصرها بـ "الدخول في المصالحات" أو "الحرب" دون غيرها.

وفي هذا السياق لا يمكن النظر إلى الموقف الكردي بعين التفاؤل في محاولة التوصل إلى اتفاق، على الأقل في هذه المرحلة، لا سيما مع النتائج التي أفضى إليها "ملتقى العشائر" والتي شددت على التمسك بالمطالب الكردية السابقة الخاصة بأن "ما قبل 2011 ليس كما بعده"، وهنا يجيء الرد السوري بوحدة الأراضي السورية من أقصاها إلى أقصاها .. 

الخارجية السورية علقت على لسان مصدر مسؤول بلهجة حادة ونبرة وعيد قاسية، حيث خاطبت مؤتمري عين عيسى بالقول "إن الملتقى مني بالفشل بعد مقاطعة معظم العشائر العربية الأصيلة له ليخفض منظموه عنوانه لملتقى أقل ما يقال عنه أنه التقاء العمالة والخيانة والارتهان"، وفي هذه اللهجة ما يشي بخطوات سورية جديدة ضد الميليشيات حالما طوي ملف إدلب، والذي سيكون في شكله الأخير رسالة تحذير ربما أخيرة قبيل الشروع باستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة قسد وأتباعها ..

الميليشيات الكردية تستند على دعم أمريكي كبير ووعود بتثبيت مناطق النفوذ الحالية عبر "منطقة آمنة" يعمل الأمريكيون على إرساء دعائهما، لكنّ ذلك لن يكون مضموناً مع الرفض التركي القاطع لأي دور كردي في المستقبل، وهنا لا يمكن استبعاد أن تحول الميليشات الكردية إلى ورقة بيد الأمريكان الذين سيسعون بالدرجة الأولى لضمان مصالحهم في المنطقة الشرقية وحتى إن كان ذلك على حساب التضحية بالأكراد كما حدث بوقت سابق في إقليم كردستان .. 

 

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: