"مسافرو الحرب" في مواجهة "مؤسسة السينما"
عمّار الخير
ظننّا البارحة في العرض الخاص لفيلم "مسافرو الحرب" في سينما سيتي أننا سننتهي من الرَّسميات المكرَّرة، والفائضة عن الحاجة، لاسيما أن هذا الفيلم الذي أخرجه "جود سعيد" وكتبه بالشراكة مع "أيمن زيدان" و"سماح قتال" هو من إنتاج خاص لشركة الأمير اللبنانية، لكن على ما يبدو أن "مؤسسة السينما" لا تستكين إلا إن كان لها "في كل عرس قرص"، لذا وبعد حصول هذا الشريط مؤخراً على أربع جوائز في "أيام قرطاج السينمائية" بدورته العاشرة، ارتأت المؤسسة أن ترعى هذا العرض التكريمي الخاص، في محاولة منها لسرقة الأضواء، وتصوير ذاتها على أنها الراعية الأولى والأخيرة، والجهة الحصرية لتكريم السينما في سوريا، وفوق ذلك تصدير ذاتها إعلامياً على أنها الحضن الدَّافئ والواسع للفن السابع، ولو كان إنتاجاً خاصاً، من دون أن نعلم تحديداً تحت أي بند من بنود الميزانية تم وضع هذه الرعاية، لاسيما في نهاية العام المالي الحالي.
ورغم حيوية فكرة التكريم، والحقائق التي تضمنتها كلمة "مراد شاهين" مدير عام مؤسسة السينما من أن "مسافرو الحرب" «أول عمل سينمائي من إنتاج القطاع الخاص يعالج الحرب على سورية بشكل ملتزم وجاد»، ولكونه «الفيلم العربي الأول الذي يحقق 4 جوائز مجتمعة في أيام قرطاج منذ تأسيس هذا المهرجان»، وأمل "شاهين" في أن تنتشر هذه العدوى الإنتاجية الخاصة لتعم «كاملِ التربةِ الثقافيةِ والإبداعيةِ السورية» باعتبارها إيجابية ومهمة لمستقبل السينما السورية، رغم كل ذلك إلا أن هذه التزيينات الكلامية لم تمنع المخرج "جود سعيد" من التصريح -ولو بأسلوب المزاح- بأنه للمرة الأولى غير مضطر لشكر مؤسسة السينما كما يفعل عندما تكون هي منتجة أفلامه، فضلاً عن تلميحه "الظريف" إلى السَّخاء الإنتاجي عند شركة "الأمير"، والحرية الممنوحة له للتصرف، على خلاف ما هو متوفِّر في المؤسسة العامة، وكان ذلك بمثابة محاولة ذكية من صاحب الشريط الفائز للفت الانتباه إلى ضرورة إعادة النظر بطريقة عمل الجهة الحصرية للإنتاج السينمائي في سوريا، وعدم اكتفاء القائمين عليها بالتنظير، ومحاولة حرف البوصلة عن أخطائهم المتكررة، وإقصاءاتهم للكثير من المبدعين، عبر رعاية مواربة لفيلم حصل على جواز سفر مُسبَق إلى قلوب مُحبِّي السينما السورية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: