قطع الانترنت عند الامتحانات .. وسيلة قديمة عفا عليها الزمن !
لجين البوطي
خلال محاولة البحث عن الدول التي تلجأ لقطع خدمة الإنترنت عن المواطنين من أجل امتحانات الثانوية العامة، تبين أن عددها لا يتجاوز الـ4 دول وهي: "العراق"و "أوزباكستان" و "الجزائر" وبالطبع سوريا، إلا أنً أوزباكستان اتبعت هذه السياسة لمدة عام واحد فقط ثم تراجعت عنها، بعد الخسائر التي تكبدتها العديد من الشركات، والتي كانت سبباً كافياً لأن تتجنب الدخول في تلك الصراعات مجدداً، حيث عجزت الكثير من المؤسسات الاقتصادية عن مزاولة نشاطاتها أنذاك بسبب توقف الخدمة.
لم يشكل غياب خدمة الإنترنت سابقاً أية صعوبة في تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة، وهذا دليل كاف على أن وجود الإنترنت ليس هو السبب وراء ذلك، قد يسهل عملية التسريب، لكن كما يقال "أخر العلاج الكي"، وليس من المنطق أن تبدأ الوزارة بالكي فوراً قبل أن تجرّب طرقاً أخرى في حل هذه المشكلة!
يقول عمر، أحد المدرسين المشاركين في المراقبة على الامتحانات في محافظة دمشق : "تلجأ وزارة التربية لقطع الخدمة بسبب عجزها عن العثور على وسيلة أخرى لضبط مراكز الامتحان، لاسيما بعد تدخل كثير من الجهات في حراسة الأسئلة خلال عملية نقلها، لأنه من الممكن لأي أحد المباشرة بنقل الأسئلة في ذات اللحظة التي تصل بها ليده". وأضاف: "إصرار وزارة التربية على قطع الإنترنت رغم جميع الإنتقادات التي طالتها حول هذا الموضوع، وتصويت المعظم على إيقافه هو ليس إلا تلافياً لتكرار الفضيحة التي حدثت في سنوات سابقة والتي حينها قامت بعض صفحات الفيسبوك بتسريب الأسئلة، متابعا "للأسف لا يوجد حل لهذه المشكلة، ليس من المعقول قطع خدمة الإنترنت عن بلد بكامله وتعطل مؤسسات وشركات عن أداء عملهم من أجل امتحان، لم تكتف الوزارة بذلك فحسب، بل أرفقته بقطع الاتصالات أيضاً في عدد من المناطق وهذا بدوره سبب الشلل لحركة الإقتصاد بطريقة شاملة لعدة ساعات".
وحسب ما يرى رامي أحد الطلاب المتقدمين لامتحان الثانوية العامة في مدينة حمص: "إن قطع خدمة الإنترنت لا يغير شيئاً لأبناء المسؤولين ولطرق حصولهم على الأسئلة، غير أن آخرين قد يدفعوا المال لغاية كهذه، نحن ضد تسريب الأسئلة، لكن قطع الإنترنت بالتأكيد ليس حلاً وإن كان كذلك فلتُكافح الظاهرة بكافة أشكالها وعلى الجميع دون استثناء".
من بين 206 دول، سوريا إحدى الأربع دول التي تتخذ من قطع خدمة الإنترنت كإجراء احترازي من تسريب أسئلة الإمتحانات، وهذا يجعلها من ضمن الأقلية التي تعتقد بصحة إجراء كهذا، إلا أنًه لم يشكل فارقاً كبيراً على الطلاب الذين "يضعون في حساباتهم" قطع خدمة الإنترنت مسبقاً، خصوصاً أنه أصبح إجراء سنويا متبعاً.. وحين انتهاء الامتحانات يتضح وجود الكثير من الأسئلة المسربة والكثير من الطلاب الذين نجحوا "بالرشاوى" وبطرق ملتوية أخرى.. ليست هذه المرّة الأولى التي يعترض بها المواطنون والشركات والمؤسسات على هذا القرار.. بينما تستمر الوزارة بتطبيق ذلك كل عام دون أي "صوت يسمع" .. فما هي مشكلة وزارة التربية مع خدمة الإنترنت!؟
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: