Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

حب ع العتمة!

حب ع العتمة!

نوار زيتون

"رائع..رائع ..عيد العشاق رائع" ما أجمل عيد العشاق من فمك يا كاظم الساهر، وما أحلى السهر تحت المطر في شهرٍ ينتظرهُ عشاق دمشق باليوم و الساعة من أجل إحيائه في باب العشق.

ولأن الحب ارتبط بالنور في قاموس كتّاب الأغاني والملحنين، فما بالك بحبٍ في باب توما التي غابت عنها الكهرباء مدة 24 ساعة متقطعة.

وزارة الكهرباء التي عودتّنا على كرمها وجودها في المناسبات والأعياد، نسيت أن تقدم الكهرباء ولو لمدة (10) ساعات دون انقطاع في عيد الحب، هل هذا بخلٌ منها أم تضامناً مع وزارة الأوقات التي تحرم هذه المناسبة؟ مجرد سؤال من عاشقٍ أراد نوراً في أمسيته، لكنه اكتفى بشمعة تعويضاً عن نور الكهرباء.

العاشق أشعل شمعة خيراً من أن يلعن الظلام، وعاصفة "ديالا" من يلعنها!! وهي تطرق أبوابنا في ظل غياب المازوت المعشوق الأول والغاز الذي ينوي هجرتنا، لتبقى آخر وسائل مدفئة  الكهرباء الحل الوحيد في هذة الأزمة اللعينة.

وفي ظل انعدام المحروسة في الحي الدمشقي القديم، يأتي البيان من وزارة الكرم والسخاء الكهرباء : "نرجو من عشاق العالم التضامن مع الدمشقيين وتأجيل عيد الحب إلى موعدٍ لاحق وشكراً"

" ياما ظلمتو الحب وقلتو وعدتو عليه... العيب فيكم وبحبايبكم" آهات الست أم كلثوم تصل إلى مسامع البيوت والمطاعم والمقاهي والكافيات في باب توما، لتؤنس وحدة العاشق الذي تخلى عن محبوبته ليس كرهاً بها أو لخيانته لها، إنما لقلة حيلته وعدم قدرته على تدفئتها.

فما أجمل حب البسطاء الفقراء، ولكن العشق في بلدك أيها الفقير تقف بوجهه الكهرباء، فالكوخ الذي تكنّى به سلطان الطرب صعب البناء، لذا "مافي نتيجة" فقطع الكهرباء حالةٌ يومية لذلك اكتفِ بالشمعة وفي حال ذوبانها اقضيها "لحّمسة".

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: