Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

فلسطين بين النكبتين .. "مستقر العبرة" و "مرتحل العابرين"

فلسطين بين النكبتين .. "مستقر العبرة" و "مرتحل العابرين"

 

عبد الغني الحمد

 

في الذكرى الـ 71 للنكبة، يجد الشعب الفلسطيني نفسه أمام معطيات نكبة جديدة، فقد قيل له إنه سيُسمح له بحكم نفسه بنفسه، عبر تخصيص جزء من أرضه لإقامة "كيان فلسطيني" في "الرحاب الإسرائيلية" وبلا هوية واضحة أو نسب أصيل لأرض فلسطين التاريخية، وذلك تحت غطاء ما سمي بـ "صفقة القرن"، التي باتت حلاً لا بديل عنه بالنسبة لـ "أولياء الأمر" في واشنطن ..

يتذكّر الفلسطينيون نكبتهم، مع كل شبر جديد تضمه إسرائيل إلى المستوطنات، ومع كل قطرة دم تسيلُ في التظاهرات السلمية لمسيرات العودة، ومع كل طائرة تُغير على أحلام الآمنين هناك، إذ أن شعور النكبة تحوّل إلى سجن ذي قضبان غليظة لا تدع مجالاً لالتقاط الأنفاس، أو الذكريات .. 

 قبل واحدٍ وسبعين عاماً، ترجمت عصابات "الهاغاناه" و"الشتيرن" و"الآرغون" وعود بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في المدن الفلسطينية وقراها، وعلى دماء الشهداء وأنقاض منازلهم، قام كيان تنفيذاً لوعد بريطاني نظر بـ "عين العطف" لإقامة وطن قومي لليهود، فيما عُرف بـ "وعد بلفور" الذي أطلق عام 1916، في وقت كان يتشكّل به الشكل الجديد للمنطقة العربية، التي وجدت نفسها أمام وعود استعمارية كثيرة  غير معلنة، أفصح عنها بعد وقت قصير مخطط "سايكس بيكو"، فقُضمت أجزاء من الوطن العربي وابتلعت أخرى حتى حين ..

المصاب الفسطيني كان كبيراً جداً، للدرجة التي جعلته يختزل الهموم العربية في العصر الحديث، وحوّلت الفلسطينيين إلى قرابين على مذبح الأمة العربية، فلا القتل ولا التهجير ولا قيود السلاسل أثنت "أصحاب القضية" الحقيقيين عن أرض أجدادهم، الذين تركوا في إرثهم الفكري أن العابرين في أرضهم لا بد "عابرون" ..

ما أشبه اليوم بالأمس، إذ أن نكبة الخامس عشر من أيار عام 1948 لا تختلف بأهدافها المعلنة حينها عن أهداف نكبة "صفقة القرن" اليوم، المصيبتان قامتا على قتل وتهجير واستيطان بتآمر دولي وبقوة السلاح، لكن الفارق الجوهري الأبرز هو الموقف العربي الذي "لانت عريكة" حكوماته اليوم قياساً بهمة عام 1948، وبات البحث عن طريق للنضال في فلسطين كالبحث عن "بقعة ضوء" في وسط الظلام، وفي هذا الحين يعير بعض العرب آذانهم وجماجمهم لخطاب إسرائيل "الداعي للسلام" !   

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: