Friday November 1, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

محاولة تحليلية "لكرنفال" المسابقات الرمضانية.. أحد أهم أبطال الموسم

محاولة تحليلية "لكرنفال" المسابقات الرمضانية.. أحد أهم أبطال الموسم

 

خاص - كريم مهند شمس

 

موجة حارة من الانتقادات اللاذعة أصابت وسائل الإعلام السورية مع حلول الأيام الأولى لشهر رمضان، وذلك عقب "الكرنفال التسويقي" الذي خيّم على شاشاتها من برامج مسابقات و"حزازير" وسحوبات وغيرها بكل وسيلة إعلامية مهما صغر أو كبر حجمها.

 

أين الإعلاميون من إعلام السحوبات؟

وبالرغم من كون هذه البرامج أمراً طبيعياً جداً يحدث كل موسم رمضاني، إلا أن مبرر المنتقدين لتلك البرنامج كان هو اعتمادها شبه التام على الممثلين والمشاهير وتغيب دور الإعلاميين والمذيعين منها، والآن وبعد أن اختفت هذه الموجة مع بلوغ الشهر ثلثه الثالث، بات ممكناً وضعها موضع التحليل المهني لمعرفة إذا ما كان انتقاد الناس لها بمكانه إلى هذا الحد أو ذاك، أو أن القائمين على تلك البرامج تعرضوا للظلم.

 

"كلشي بتمنو"

لعل السبب الأبرز لاعتماد الممثلين بهذا الكم المبالغ به هو أن تلك البرامج مدفوعة بالكامل وممولة من القطاع التجاري الخاص، فالجوائز والاستديوهات والحملات الترويجية وكافة تفاصيل هكذا أعمال، يقع عاتق مصاريفها على شركات تدفع الملايين لقاء رفع شهرة علامتها التجارية ومنتجاتها في هذا الموسم وخارجه، وذلك تحت مسمى تسويقي يعرف بالإعلان المبطن أو غير الصريح، والذي تتباين مستوياته حسب حجم الشركة من المساهمة إلى الرعاية ووصولاً للتمويل الكامل، على أن يذكر اسم من دفع ذلك المال مع كل نفس يتنفسه مقدم البرنامج ليصل إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور المستهدف لتلك الشركة.

أي أن تلك البرامج تصنف تحت بند الأنشطة التسويقية والإعلانية، وليس برامج إعلامية، ولذلك فمن الطبيعي اعتمادها على من هم مشهورين أساساً لإزاحة محبة الناس من ذلك المشهور إلى المنتج المُعلن عنه، وهو ما يسمى أكاديمياً بإعلان المصادقة، لذلك فإن عقوداً كهذه بين الوسيلة الإعلامية والشركة المموّلة تتضمن بنداً رئيسياً في صدارتها يحدد اسم المُقدم للبرنامج مسبقاً كشرط أساسي لاتمام الصفقة.

 

هل من بديل؟

أما إن كان الانتقاد موجهاً لاختيار ذلك المشهور دون غيره، فربما يكون محقاً هنا، حيث من الممكن أن يتضح فيما بعد أن ذلك المقدم ذو شعبية أقل مما كان يعتقد مُختاروه، ولكن ما يحكم هذه الأمور فعلاً هو العلاقات الشخصية قبل كل شيء، وبالدرجة الثانية الأجور وقابلية الفنان لفعل ذلك، وهناك شريحة معينة من المشاهير ترفض أن تكون اسما مستهلكاً تجارياً إلى هذه الدرجة، ولو تنازلوا وقبلوا فإن الدفع لهم سيحتاج لميزانية فلكية أخرى تعادل ميزانية البرنامج بأسره مضروبة بعدة أضعاف.

وهنا يجدر السؤال، إذا ما أرادت الشركة التنازل عن فكرة اختيار الممثل المشهور مقدماً للبرنامج والاكتفاء بمذيع أو مذيعة تلفزيونية معروفة، تقبل بعشر أجر الفنان، هذا إن قبضت أساساً، فما هو عدد هؤلاء الإعلاميين المعروفين في بلادنا، وهل هم فعلاً معروفون ومحبوبون لدرجة تجعل الناس تشاهد هذه البرامج باهتمام وتشارك بها كرمى كحل عيون تلك المذيعة أو ذلك المذيع؟.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: