Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

استطلاع: بين جنون «الدولار» و«الواقع المعيشي» !

استطلاع: بين جنون «الدولار» و«الواقع المعيشي» !

نورس علي

يرى البعض أن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية مرهون بزيادة الطلب عليه وبأن سعر الصرف بدأ بالارتفاع ولو بشكل بسيط، والبعض الآخر يرى في التجار أنفسهم المتلاعب الوحيد بسعر الصرف، وبالجمل "مو رايحة غير على المواطن المعتر من ذوي الدخل المحدود".

في استطلاع رأي قامت به جريدتنا في مدينة "طرطوس" كانت هناك فوارق كبيرة بالآراء بين المواطن العادي والشاب المقبل على الزواج والتاجر والموظف المحكوم براتب محدود آخر الشهر، والبداية كانت من الشاب "جعفر علي" الذي أكد أنه «يعيش كل يوم بيومه دون أية ضمانات للمستقل الذي يحاول تأمين حياته الكريمة من خلاله، فهو شاب وحيد لأسرته ويعمل عمل حر يتقاضى من خلاله أجره اليومي الذي يكفيه للطعام والشراب فقط دون إدخار أية أموال للقادم من الأيام، وهذا ما يجعله في حيرة من أمره كيف سيؤسس أسرة ومنزل، مما يجعله يفكر بشكل جدي بالتطوع في الجيش والقوات المسلحة، ولكنه يواسي نفسه بأن وضعه كما وضع بقية الشباب من أبناء جيله».

بينما "علاء" الموظف الحكومي فشكى بداية من زيادة الرواتب التي لم يتقاضى منها سوى أثني عشرة ألف ليرة فقط، وكذلك شكى من النفقات الكبيرة لأسرته المكونة من ثلاثة أشخاص فقط، علماً أنه يعمل في محل لبيع الجوالات والسيديات، فالمعيشة كل يوم في غلاء دائم، وما يشتريه اليوم بسعر يعجز عن شراءه في اليوم التالي ليحافظ على مكونات محله التجاري، ويحمل المشكلة للتجار الكبار الذين يحكمون كما قال البلاد والعباد.

بينما المحامي "عبد المجيد ضوا" فقد أكد أن الواقع صعب جداً على جميع الناس وخاصة ذوي الدخل المحدود، حيث أن قيمة الاستهلاك اليومي للأسرة أصبحت أكبر من قيمة الدخل المحدود أساساً، مما جعله كرب أسرة شبه عاجز عن تأمين متطلبات منزله وخاصة في هذا الفصل الشتوي المحتاج إلى مازوت تدفئة وحاجيات مدارس ناهيك عن مستلزمات الحياة اليومية.

بينما المدرس "إبراهيم إبراهيم" الأب لثلاثة أبناء فقد أكد أنه يجب العودة إلى البيئة الريفية وزراعة حديقة المنزل للتخفيف من جنون الأسعار المرتبطة بسعر صرف الدولار، فهو ينتج ما يقارب تسعين بالمئة من حاجيات منزله في حديقة منزله الصغيرة، ويرى في هذه التجربة المستمرة منذ عشرة سنوات محاولة تدوير لمنتجات المنزل ويجب الاعتماد عليه وعلى الجميع تجربتها للتأكد من فاعليتها.

وورغم عمله الحكومي في مجال التدريس وكذلك في القطاع الخاص لم يفارق بيئته الريفية بل اعتمد عليها اعتماد كبير، حيث ينتج البيض والخضار والفواكه صيفاً وشتاءاً، ولا حاجه له لزيارة السوق في كثير من الأوقات، لذلك هو بمنآه عن ارتفاع أو انخفاض سعر الصرف.

وكذلك دعا وفق تجربته الخاصة إلى محاولة التقنين في مصاريف الحياة اليومية كاستخدام الجوال بشكل مفرط وارتياد المقاهي يومياً.

أما التاجر "حسين زهرة" فيؤكد أن القوة الشرائية للمواطنين ضعيفة جداً مما انعكس على حركة البيع والشراء لمختلف السلع وخاصة منها الأدوات الكهربائية المنزلية، ويحمل سبب ارتفاع سعر صرف الدولار للمواطن كما التاجر، حيث أن أغلب الناس سحبت ليراتها وباعت مقتنياتها وحولتها إلى دولار أو ذهب مما ساهم بزيادة الطلب على الدولار.

كما أكد أن الفروقات السعرية من شهر سابق وحتى الآن كبيرة جداً، فالبضائع التي يشتريها اليوم مثلاً بسعر معين لا يمكنه شرائها غداً بذات السعر وإنما بسعر مرتفع مرتبط بسعر الصرف.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: